ميسون أبو بكر
لطالما كانت المخدرات هاجساً يهدد المجتمعات وينذر بهلاك شبابها، سيجارة حشيش أو حبة كبتاغون أو جرعة هيروين كافية للشاب المدمن أن تأخذه من عالمه إلى عالم وهمي لدقائق أو ساعات معدودة تتركه بعدها بلا وعي ولا إرادة وبجسد متعفن جراء الحقن التي يحقن بها نفسه بمواد ملوثة قد تسبب له الإيدز أو أضراراً أخرى.
تقود المخدرات المدمن للهاوية، سواء بالموت نتيجة لجرعة زائدة مثلاً أو لحياة مريضة موجعة يمضيها بين الصراع للحصول على جرعة مخدرة قد تقوده للسرقة أو استعطاف من حوله لمنحه المال أو قد تكون النتيجة الحتمية الموت بحادث سير نتيجة قيادته وهو تحت تأثير المخدر أو لأسباب أخرى، وهو في كل الحالات كائن لا يمت بصلة لمجتمعه نتيجة تغييب ذهنه والحالة التي تخرج به من الواقع، ومنظره غير المتزن وملامحه التي يظهر عليها عوارض الإدمان من حمرة في العيون وسواد حولها وجسد هزيل وغيرها من الأمور التي تستطيع الأسرة ومن حوله الاستدلال على إدمانه بسهولة.
كم كانت الدهشة كبرى مما رأيت وسمعت ما يخالف الصورة الذهنية التي كنت أحملها حول طريقة التعامل مع المدمن لحظة ضبطه ومراحل علاجه، حيث هناك مركز لاستقبال الاتصالات من ذوي المدمن أو المدمنين أنفسهم حيث يتم التعامل بسرية خاصة مع المتصلين، ثم تأتي مرحلة اصطحاب المدمن من منزله التي تتم بطريقة لا تلفت الانتباه حيث يأخذ المدمن من منزله أشخاص بلباس مدنية ودون استخدام (كلبشات) ثم يعالج وتسقط عليه أي تهمة حيازة للمخدرات أو تعاطٍ ثم تتابع الحالة وتصحب جلسات العلاج من الإدمان جلسات علاج نفسي تساعد المدمن على تخطي المرحلة وعدم العودة للإدمان بإذن الله.
القضاء على المخدرات يعني مجتمع تنخفض فيه الجرائم المرتبطة بالمدمنين الشباب، والأسرة هي للقضاء على هذه الآفة وهنا أعني الأسرة الواعية التي تسارع بالتواصل مع الجهات المختصة لإنهاء عذابها وإدمان أحد أفرادها.
عافى الله شبابنا.. عماد مجتمعنا.. وأبعد الله شرور المريد ببلادنا شراً، أولئك المجرمين الذين يغرقون السوق بتجارتهم المهلكة ليس هدفهم التجارة فحسب بل هلاك المجتمع.