سعود عبدالعزيز الجنيدل
ليس هذا مقالاً في الدين كما يبدو من أول وهلة، بل لعله من الفلاشات الجذابة التي تجعل القارئ يجد شيئاً مختلفاً عن تصوره الذي بدا له حين قراءته للعنوان.
حضرت زواجاً في 2002 لصديق مقرب لي جداً، وهو من الشباب «المطاوعة» ، لكنه غير متشدد، وفي يوم الزواج أحضرت وأصدقائي أدوات وعدّة التصوير، وشرعنا في التخطيط لعملية الإخراج.
انطلقنا لقاعة الاحتفال، وما إن بدأ الأصدقاء بالتصوير إذ بصديقي» المعرس» يطلبني بوقف عملية التصوير، فاستغربت من هذا الطلب، لعلمي أنه يرى كما يرى كثير من العلماء بجواز التصوير لأنه حبس للظل، فسألته مستغرباً، لماذا هل هو محرم؟ فأجابني لا، ولكن أنسبائي وجماعتهم سيخرجون من القاعة ما إن يروا أول فلاش ، فقلت له ألهذه الدرجة؟ فقال نعم. فقلت له ألا يعلمون إنه أمر جائز، ومجموعة من العلماء أقرّت بجوازه، فقال لا تناقشني فنحن وصلنا للقاعة!!
دخلت وأنا أجر أذيال الخيبة والانكسار ، لعدم تخليدي لهذه الذكريات التي لا تنسى، وذهب تعبي وجهدي في توفير المعدات أدراج الرياح، لكني حاولت ألا أبدي ذلك ، ولكن هيهات فملامحي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.
مضت السنون، وقد نسيت الموقف تماماً، إلى أن حضرت زواجاً لابن لهم، في هذه السنة 2016، وكم بلغت حيرتي منتهاها حين وصلت القاعة، فوجدت الوجوه نفسها والإخوان أنفسهم الذين كانوا في زواج صديقي في 2002. ولكن المفاجأة كانت وجود شركة متخصصة في التصوير الفوتغرافي والتصوير بكاميرات الفيديو المختلفة، والابتسامات تعلو محياهم!!
ما الذي تغيّر في الحكم الشرعي؟!
لماذا حرمتموني من تخليد أجمل الذكريات مع صديقي قبل ما يربو على 14 سنة؟!
لماذا، هل هو محلل لكم، ومحرم عليّ؟!
أم موقفكم كان عن قناعة ما وتغيّرت مع مرور السنين؟.
وهل أنا ملك لكم ولقناعاتكم؟.
وهل تستطيعون تعويضي عما فات؟
أسئلة جاشت في صدري علّها تجد جواباً شافياً منكم، مع قناعتي بعدم جدوى ذلك ، فأنتم لم ولن يهمكم ما حصل، وكأنكم ترضون التدخل في شؤون غيركم وترفضون أن يتدخل أحد في شؤونكم، وكأنّ شؤونكم تعنيني!
أم تراكم ترون الدين وقفاَ على قناعاتكم ، وهو الأداة التي تتحكمون بها على غيركم.
لا أقصد أحداَ، ولكنه كلام دار في نفسي وأردت إخراجه.
لا أريد شيئاً فكل ما أريده ....
دائماً ما أقول علينا أن نقول وعليكم أن تتأولوا