سعود عبدالعزيز الجنيدل
في حقيقة الأمر هناك طرح يتم من قبل الناس في مجتمعنا, وهو في أغلب الأحيان طرح بريء, مثل براءة الذئب من دم يوسف, ومع براءته لكنه يشعر بالحرج والضيق.
في مقالي هذا سألقي الضوء على بعض هذه النماذج. Shedding light on it
النموذج الأول:
نموذج الشاب الجامعي.
هذا النموذج يتعرض في مجتمعنا لبعض المواقف المحرجة، فمثلا: بعد التحاقه بالجامعة فأغلب الأسئلة التي تواجهه -في المناسبات العائلية- أين تدرس؟... ما شاء الله لها مستقبل... وينتهي النقاش على هذا المنوال، ولكن بعد مرور سنتين، تجد السؤال قد تغير، وهنا تكمن المشكلة، فتجد الشاب الجامعي يواجه أسئلة محرجة، مثل: ما بعد تخرجت؟؟ فالسؤال يحمل بين طياته عتبا واستغرابا، فكأنه يلومه، ويخبره أنك تعثرت وطالت مدة تخرجك، مع أن السائل لا ناقة له ولا جمل في الموضوع، فكل ما يريده مجرد «تقطيع الوقت»، ولا يدري عن حجم الغم والهم الذي تركه في صدر الشاب الجامعي، وفي الحقيقة كنت أفعل هذا الأمر مع أحد الأقارب (ابن خالتي) وتوقفت عن ذلك منذ مدة.
النموذج الثاني:
نموذج الشاب الموظف.
هذا النموذج يكون فرحا بحصوله على الوظيفة، وبعد تلقيه التهاني والتبريكات من الأقارب والأحباب... تجد دفة الأسئلة تحولت إلى مطالبات له، فمثلا: يقال له: هاه ما بقى إلا العرس، متى تعرس؟ الوظيفة موجودة... ويبقى على هذا المنوال، ويظل تحت وابل من الأسئلة والمطالبات، مع أن الآخرين ليس لهم علاقة، ولكنه إرث ألفناه وتداولناه، ويمكن أن الشاب الموظف لديه خطط خاصة به، من مثل : إكمال الدراسة، أو التجارة، أو يحتاج فرصة لتكوين نفسه...
النموذج الثالث:
البنت الجامعية.
في حقيقة الأمر أتصور أن هذا النموذج يعاني كثيرا، والمعاناة تكمن في أسئلة يطرحها أمهات على أم هذا النموذج، والأسئلة عادة تكون: هاه ما بعد خطبت؟ ما بعد جاء نصيبها؟ والله بنت فلان خطبت...
وغفلت الأمهات أن هذا النموذج قد يكون مبعدا تماما فكرة الزواج ويريد قبل كل شيء إنهاء الدراسة الجامعية، وقد يريد أيضا إكمال الماجستير، وهذه الدراسة أهم عنده من الزواج، لأنه يرى فيها تحقيق ذاته، وبعضهم يريد تأمين نفسه بوظيفة وعدم الاعتماد على الآخرين، من آباء أو أزواج أو غيرهم.
النموذج الرابع:
الشاب المتزوج.
هذا النموذج يعاني كثيرا ويكون تحت وطأة قاسية من المجتمع، فمثلا بعد مدة من زواجه، تأتيه أسئلة من نوع معين، هاه ما بعد جاك أولاد؟ كم عليك من ولد (يقولها البادية)، وش اسم الولد.
ونسي المجتمع أن هذه الأسئلة قد تكون حاملة للسم بين طياتها، فمثلا قد يكون الشاب قد خطط لحياته وأسرته، وقد يكون-لا سمح الله- مصابا بعلة ما، ويحتاج إلى العلاج، والمدة عادة تكون طويلة، أو قد يكون عقيما...
هذه بعض النماج، وأكاد أجزم أنكم تملكون أضعافها.
لا أدري قد يختلف معي أحد ما، ويقول هذا الطرح ليس موجودا، فلا يسعني إلا أن أقول له:
وليس يصح في الأذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
دائما ما أقول:
علينا أن نقول وعليكم أن تتأولوا