تفاعلا مع ما كتبته إحدى الأخوات لعزيزتي الجزيرة بتاريخ 7-5-1437هـ بعنوان: (متى يكون لدينا قوانين لردع التحرش) تعليقا على حالة التحرش الجماعي التي قام بها مجموعة وصفتهم الأخت الكاتبة من ناقصي العقل والدين ضد مجموعة من الفتيات اللاتي أغرينهم ببعض الحركات المحسوبة عليهن، وطالبت الأخت الكاتبة المسؤولين إلى التعامل مع التحرش باعتباره جريمة يجب أن يتعرض مرتكبوها لأقسى العقوبات الرادعة لكل من يتهاونون ويستصغرون موضوع التحرش... إلخ.
وأود التعليق بهذه المداخلة:
1- لا أعتراض على وصف من قاموا بالتحرش الجماعي بهؤلاء الفتيات بأنهم من ناقصي العقل والدين ولا وصف ما قاموا به بأنه جريمة يجب أن يتعرض مرتكبوها للعقوبة الرادعة. لكن بالمقابل فإن الحركات التي قامت بها هؤلاء الفتيات لا تدل هي الأخرى على رجاحة العقل والدين وهي حركات فهمها هؤلاء الشباب بأنها تحرش بهم فقاموا بالتحرش المضاد والمرفوض في مجتمع محافظ يمقت التهاون بالدين والأخلاق بكل صوره وأشكاله.
2- لماذا تستسلم النساء لأي تحرش يتعرضن له في حين يفترض أن يواجهن ذلك بكل ما يملكنه من قوة وأقلها الصراخ في وجوه المتحرشين وقذفهم بما يكون متاح لهن من حجارة وغيرها، فما ينبغي أن تستسلم النساء للمتحرشين بهن أو أن يمنعهن الحياء والتقاليد عن الدفاع عن أنفسهن من ذئاب البشر، بل إن هذا هو الذي ينبغي وضعه في مناهج التعليم وتدريسه.
3- ينبغي إيجاد بوليس آداب ذي صبغة عسكرية لمواجهة مثل هذه المخالفات الأخلاقية بعد أن قلت هيبة الهيئة ذات الصبغة المدنية.
4- أحسنت الأخت الكاتبة بدعوتها للفتيات بالابتعاد عن مسببات التحرش والتواجد في أماكن تحفظ لهن كرامتهن وحقوقهن ولم تذكر الأخت الكاتبة أسباب التحرش التي يفترض أن لا تخفى على المرأة المسلمة وهي التبرج. قال تعالى: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى.... الآية} وإبداء المحاسن لغير المحارم قال تعالى {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ....الآية} والسبب الثالث الخضوع في القول.. قال تعالى {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ..... الآية}.
واجتناب هذه الأسباب بالإضافة إلى أهميته في الوقاية من التحرش الذي هو خير من العلاج، وبالإضافة لكونه طاعة تثاب عليها المرأة المسلمة فهو من التعاون الضروري مع المسؤولين الذين تطالبهم الأخت الكاتبة بسن أقسى العقوبات على المتحرشين والمتحرشات.
أخيراً.. فإن الكثير من حالات التحرش قد تنتهي بالاغتصاب والاعتداء الجنسي حتى على الأطفال، وهي آفة تعاني منها بعض الدول والتي أجازت اللجوء لعمليات الإخصاء الكيماوي التي تتضمن حقن المدان بهرمونات أنثوية تطفئ الرغبة الجنسية، ومن هذه الدول إندونيسيا وبولندا وروسيا واستراليا وبعض الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وقد ورد هذا في الخبر الذي نشرته صحيفة الجزيرة بتاريخ 9-1-1437هـ.
ولا يعيب هذه الطريقة في علاج التحرش والاعتداء الجنسي إلا أنها تطفئ الرغبة الجنسية للأبد.
أرجو أن يتحلى كل الشباب والفتيات على وجه الخصوص بأكبر قدر من الانضباط الأخلاقي المشرف.
- محمد الحزاب الغفيلي