عبد الكريم الجاسر
** تعيش كرة القدم السعودية واقعاً مريراً ومستقبلاً مظلماً لا ملامح تفاؤلية يمكن أن يلمسها أي متابع.. والسبب الرئيسي هو في المنظومة التي تدير الكرة السعودية ممثلة بالاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه ومسؤوليه.. فمنذ سنوات ونحن نعيش في دائرة مغلقة رغم تعدد الأسماء واختلافها وأعني هنا بعيداً عن رئاسة الاتحاد التي جاءت امتداداً للاتحاد السابق أيام الأميرين سلطان ونواف لكنها بالتأكيد أضعف وأقل كفاءة ومقدرة ما جعلنا نتخبط سنوات دون أن نتحرك خطوة واحدة.. بل إننا عدنا للخلف خطوات.. مع دخول نظام الانتخاب وتخلي الرئاسة العامة لرعاية الشباب عن القيادة الفعلية للكرة السعودية وتركها لاتحاد الكرة بحكم الاختصاص وتماشياً مع الأنظمة الدولية..
** غير أن الوضع الجديد لم يحمل تغييراً يذكر أو حتى يعطي مؤشراً على أننا قد نسير قدماً في هذا الاتجاه.. حيث يبدو أن الاتحاد والمنظومة الرياضية عموماً غير قادرة أو مستعدة لقيادة نفسها بنفسها، كما أن الهم الوطني والمسؤولية فيما يظهر لي غير موجود ولدى المعنيين في الأندية أو جلهم ما يجعل المصلحة الخاصة لكل ناد هي الأهم وهي المحرك له بحثاً عن مصالحه وهذا ما شاهدناه في محاولة بعض الأندية سحب الثقة من اتحاد الكرة وكيف أن الأندية المستفيدة من الوضع القائم سعت لعدم حدوث أي تغيير واستمرار الوضع القائم وأعني هنا النصر ثم الأهلي والتكتل الذي شكله رئيس النصر..
إذاً طالما هذا هو الوضع فإن غياب الرئيس العام لرعاية الشباب عن المشهد والترتيب للمستقبل بعد الاتحاد الحالي ليس في صالح الكرة السعودية.. خصوصاً أن الأمير عبدالله بن مساعد معروف بكفاءاته وقدراته الإدارية وعلاقاته الواسعة وتأثيره الكبير.. ولذلك فعليه مسؤولية ترتيب الوضع المستقبلي للكرة السعودية والبحث عن مرشحين مناسبين وإقناعهم بترشيح أنفسهم وإيجاد أرضية رياضية تضمن نجاحهم بالتنسيق مع الأندية هو أمر لا مفر منه ومطلباً ملحاً للكرة السعودية في الوقت الحاضر.. ولن يفعل ذلك سوى عبدالله بن مساعد فهو الأقدر على رسم ملامح مستقبل الكرة السعودية وقيادتها لتجاوز هذه المرحلة الحرجة في تاريخها.. وإذا ما حدث ذلك فلن يكون تدخلاً حكومياً كما قد يعتقد البعض حيث إن العملية الانتخابية يجب أن تكون بعيدة عن ذلك فبعد أن يوافق عدد من المرشحين ويشكلون قوائمهم الانتخابية ويقدمون برامجهم الانتخابية يأتي هنا دور الأندية لتقرر من تريد ومن ترشح وهذا هو النظام الدولي.. ويجب أن يكون هناك لجنة لقبول المرشحين واستبعاد كل من هب ودب ممن تتجاوز طموحاتهم واقعهم وقدراتهم بحيث نحظى بمرشحين قادرين على إنقاذ الكرة السعودية عبر قدرة مالية كبرى وكفاءة إدارية.. وإخلاص في المهمة لخدمة الوطن.. وفي رأيي إننا يجب ألا ننتظر أن يتقدم فلان وعلان.. بل علينا اختيار الشخصيات ودعمها وإقناعها بخدمة الوطن عبر اتحاد الكرة وإتاحة الفرصة لهم لتقديم ما يملكون من خبرات في أجواء رياضية مناسبة إدارياً ومالياً ليتمكنوا من إحداث التغييرات المنتظرة لا كما فعل أحمد عيد قبل انتخابه حين قدم الوعود والأحلام وحين فاز لم يستطع حتى تغيير رئيس لجنة حكام قضى على التحكيم السعودي منذ سنوات!
لمسات
** نجح التعاون في إيقاف الأهلي المتصدر وتعادل معه على أرضه وبين جماهيره وكان يستحق الفوز لولا الأخطاء التحكيمية التي لم تغضب رئيس التعاون كما غضب أمام الهلال (!!) لكن التعاون فريق رائع ومنظم يكاد يكون الوحيد الذي يلعب كرة قدم حديثة ومدروسة!
* * *
** رغم تقدم الهلال بفارق نقطتين عن ملاحقة الأهلي في صدارة الدوري.. إلا أن الفريق لن يحقق اللقب ما لم يصبح اللقب هماً شخصياً ومطلباً ملحاً للاعبين أولاً أكثر من الجماهير..!
** مازال التحكيم السعودي يسير بتوجيهات عمر المهنا وتعليماته الواضحة لكل من يتابع المباريات والحكام.. رغم أن هاورد ويب يقول إن المهنا ليس رئيساً للجنة وإنما مستشاراً.. لكن الواقع يقول غير ذلك يا ويب!
* * *
** عبدالله عطيف يلعب بأسلوب راقٍ يعجبني كثيراً.. لكنه يحتاج لاكتساب الخبرة واستمرار الفرصة ليغني الهلال عن أي لاعب في هذا المركز.. خصوصاً أن الأخبار تقول إن هناك أكثر من موهبة في فريق شباب النادي.