سعد الدوسري
لم تتناول الصحف خبر المبادرة الإنسانية التي بادر بها نادي ضمك، عندما تنازل عن مقاعد في الرحلة التي ستقل لاعبيه لصالح طفلة مريضة ووالديها، وذلك لأن متابعة أخبار المباريات أكثر أهمية من متابعة المسؤولية الاجتماعية التي تلتزم بها الأندية. كان من المفروض أن تبرز هذه المبادرة، وأن تكون مثالاً حياً وحيوياً لبقية الفرق، لكي يُقتدى بها، وتصير محفزاً لغيرها من المبادرات.
لقد سبق أن أشرت إلى أن أندية كرة القدم تحمل على عاتقها واجب توجيه الشباب والشابات وتوعيتهم في العديد من القضايا المعرفية والسلوكية. وعلى كل لاعب أن يعي هذا الدور وأن يتعامل معه على أساس أنه جزء من حياته اليومية، وليس مهمة مفروضة عليه. ولعل أكبر معطل لقيام اللاعب بهذا الدور، هم مسؤولو الأندية أنفسهم، فهم يقتلون هذا الجانب في اللاعب، من خلال تكرار أن هذا الأمر سيخل بواجباته كلاعب، أو سيربك جدوله، أو سيدخله في طريق ليس طريقه، بل طريق غيره من المختصين في هذا المجال. وبممارسة كهذه مع اللاعب، فإنه لن يعبأ بكل ما يقال حوله من أحاديث عن المسؤولية الاجتماعية، وعن أهميتها في جعله شريكاً في صناعة الوعي المجتمعي. ومن هنا، فربما يكون الإعلام الرياضي هو مَنْ سيدفع بالمسؤولين الرياضيين لتغيير قناعاتهم الراهنة، ولتحريك مفاهيمهم بالاتجاه الصحيح. ولن يقوم الإعلام بهذا الدور، إذا هو استمر يضع أخبار الفوز والخسارة في المباريات هي همه الوحيد.