د. أحمد الفراج
كنت أمنّي النفس بحضور الجلسة العامة لمجلس الشورى الموقر، وذلك بعد الحادثة الإرهابية التي استشهد فيها رجل الأمن الرشيدي - يرحمه الله - على يد مجموعة من أقاربه الإرهابيين، إذ لا يمكن أن يفوت المجلس الموقر هذه الفرصة الذهبية للشجب والاستنكار من جهة، ولطرح المقترحات والحلول، التي قد تساهم في كبح جماح الموجات المتصاعدة من الإرهاب المنظم لتنظيم داعش، بصفته الجهة التي تقترح التشريعات، ولكني وزملائي فوجئنا بأن المجلس لم يتطرق لهذه القضية، وهذا خيارهم, ولكن ما آلمنا جميعا، وتناقلته وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، هو أن أحد أعضاء المجلس الموقر جاء إلى الجلسة مشحوناً ضد الإعلام الوطني، إذ يبدو أنه تفاعل بقوة مع الهجوم الشرس، الذي تشنه جماعات الإسلام السياسي السعودية، خصوصاً التيار السروري الخطر، ضد الإعلام السعودي الوطني، وذلك من خلال تويتر وغيره، خلال الفترة الماضية، ولذا فقد صب جام غضبه على هذا الإعلام، وألقى عليه التهم جزافاً، ولا يراودني شك في أنه لا يتابع إعلامنا الوطني، وما مداخلته إلا تناغماً «مدروساً» مع الهجوم الشرس على هذا الإعلام من قبل التظيمات الإسلاموية، وهو الهجوم الذي دشّنه واعظ معروف للجميع.
أنا أكتب في هذه الجريدة الموقرة، وأتابع طرحها بدقة شديدة، وأعرف القائمين عليها، كما أتابع أطروحات إعلامنا الوطني، المقروء والمسموع، سواء كان ذلك من خلال التقارير، أو مقالات الرأي، وهي أطروحات وطنية رصينة، تقف مع الوطن وقضاياه، ولا أذكر أنني أطلعت على طرح بخلاف ذلك، أي طرح يسيء للدين أو الوطن من قريب أو بعيد، ثم كيف يخفى على عضو الشورى الموقر أن إعلامنا يخضع لقوانين لا يمكن تجاوزها بحال، ويشرف عليه إعلاميون، أمضوا جل أعمارهم في خدمة الوطن وقضاياه، وبالتالي فأنا لا يمكن أن أفهم ادّعاءه بأن إعلامنا الوطني يستهدف «الدين والعقيدة والوطن»!!، وأتحداه من هذا المنبر الحر أن يأتي لنا بما يسند هذا الإدعاء الرخيص، إلا اذا كان يقصد بالدين نقد بعض الكتاب للتيارات الحزبية، كتنظيم الإخوان والتيار السروري، فهذا أمر آخر، إذ ربما يخفى عليه أنه صدر أمر من أعلى السلطات بتجريم هذه التنظيمات المسيسة!!
لقد وقف إعلامنا الوطني، والمثقفون، والكتاب موقفاً وطنياً مشهوداً، خصوصاً بعد بداية الربيع «الاوبا-إخواني»، ولم يكن موقف الإعلام الوطني هيناً على الحزبيين، من أتباع تنظيمات الإسلام السياسي، فقد أفسد عليهم الإعلام الوطني خططهم لنقل الفوضى والخراب إلى المملكة العربية السعودية، وقد بدأت حربهم الشرسة على الإعلام الوطني منذ سقوط تنظيم الإخوان في مصر، ولأن الإعلام الوطني، كان ولايزال يقف سداً منيعاً ضد مخططات تنظيمات الإسلام السياسي، منذ ذلك الحين، فإن حرب الحزبيين ضده تزداد شراسة، كلما تيقنوا أكثر بحتمية سقوط مشروعهم الأممي، الذي يقوم على أنقاض هذا الوطن، حسب أحلامهم، ولئن كنا لا نستغرب أن تكون هناك حرب على الإعلام الوطني من قادة تنظيمات الإسلام السياسي السعوديين «المهمشين»، فإننا نستنكر، ونستغرب أن تشن حملة على إعلامنا الوطني من تحت قبة مجلس الشورى، وننتظر توضيحاً بهذا الخصوص من قيادات المجلس الموقر، والذين تشرفنا، أنا وزملائي، بالحديث والحوار معهم، ومناقشتهم، تحت قبة جريدة الجزيرة الموقرة.