سوريون يستغلون سريان الهدنة للخروج في تظاهرات «الثورة مستمرة» ">
حلب - باريس - وكالات:
استغل مئات السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة والمشمولة باتفاق وقف الأعمال القتالية الهدنة للخروج في تظاهرات في محافظات عدة، بعد توقف استمر نحو ثلاث سنوات، متخذين عنوان «الثورة مستمرة» شعارا لتحركاتهم. وقال الخطاط أبو نديم اثر الانتهاء من إعداد لافتة كبيرة حملها متظاهرون في الأحياء الشرقية في مدينة حلب، لوكالة فرانس برس «غابت التظاهرات السلمية لفترة ومع الهدنة التي حدثت، باتت لدينا فرصة للتعبير عن السبب الذي خرجنا من أجله وهو إسقاط النظام، ولنظهر للعالم أننا لسنا عصابات مسلحة، بل نحن شعب يطالب بالحرية وإسقاط النظام».
وبدأ تطبيق اتفاق وقف الأعمال القتالية في مناطق سورية عدة قبل أسبوع. ويستثني الاتفاق تنظيم داعش وجبهة النصرة، لتقتصر المناطق المعنية بالهدنة عمليا على الجزء الأكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي وريف حماة الشمالي (وسط)، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي، واللاذقية (غرب). وتحت شعار «الثورة مستمرة»، خرج المئات أمس الجمعة في حلب، كما في مدن تلبيسة في محافظة حمص (وسط) ودرعا (جنوب) ودوما في ريف دمشق، وحملوا أعلام الثورة السورية مرددين هتافات مطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وحمل المتظاهرون في حلب لافتة كبيرة كتب عليها «عاشت سوريا ويسقط الأسد»، مرددين شعارات عدة أبرزها «الحرية صارت عالباب». وقال مراسل لفرانس برس ان المتظاهرين وخلال مرورهم في حي محاذ لإحياء تحت سيطرة قوات النظام تعرضوا لإطلاق نار من أحد القناصة التابعين لقوات النظام من دون تسجيل أي خسائر.
من جهة أخرى تعرضت أطراف مدينة دوما ابرز معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، لقصف جوي الجمعة للمرة الأولى منذ سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية، ما تسبب بمقتل شخص، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإِنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «نفذت طائرات حربية لم تعرف هويتها غارتين على أطراف مدينة دوما، ما أدَّى إلى مقتل شخص لم يعرف إذا كان مدنيا أم مقاتلا». وبحسب عبد الرحمن، فإنَّ هذه الغارات هي «الأولى على الغوطة الشرقية منذ سريان الهدنة» بموجب اتفاق لوقف الأعمال القتالية في مناطق سورية عدة.
وتحدثت تنسيقية مدينة دوما على صفحتها في موقع فيسبوك عن «ثلاث غارات حربية عنيفة يعتقد أنها روسية استهدفت أطراف المدينة». وذكرت التنسيقية التي تعتمد على شبكة من الناشطين المحليين في المدينة ان الغارات تزامنت «مع قصف مدفعي عنيف استهدف المدينة في خرق واضح وصريح للهدنة المزعومة».
من جانب آخر قال منسق المعارضة السورية رياض
حجاب إن الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا وحلفاءه نفذوا 90 ضربة جوية في البلاد منذ إعلان وقف إطلاق النار السبت. وقال حجاب وهو رئيس وزراء سوري سابق خلال مؤتمر صحفي في باريس «وافقنا على هذه الاتفاقية من أجل تنفيذ القضايا الإِنسانية من إيصال المساعدات ورفع الحصار والإفراج عن المعتقلين لكن للأسف الشديد أي من هذه القضايا لم يتحقق على أرض الواقع إلا الشيء البسيط جدا جدا خلال كل الفترة الماضية». وأضاف «من المبكر أن نقول هناك مفاوضات.. أولا سندرس هذا الموضوع وستكون هناك مشاورات مع الإخوة في المكونات السياسية والجسم العسكري في الجيش الحر والمعارضة المسلحة». وقال حجاب: إن الولايات المتحدة قدمت كثيرا من التنازلات للروس.