سمر المقرن
يبدو أن الأمر بلغ مرحلة النداء الإنساني، فالتحذيرات الاقتصادية والاجتماعية التي رددها الكثير من الخبراء لم تعد تجدِي مع وزارة الإسكان، وكأنها تُطبّق المثل الشهير «إذن من طين وأخرى من عجين»..!
الموقّرة وزارة الإسكان، خاطبتكِ قبل فترة قصيرة عبر هذه المساحة، إذ دعوتك فيها إلى الاهتمام باستقرار الإنسان وتعزيز الحرص على هذا القطاع ذي الأهمية البالغة، والاجتهاد أكثر في تنظيم السوق وتوفير السكن المناسب للمواطنين، واليوم أعود لأخاطبك مجدداً، حاملةً معي كما هائلا من ردود الأفعال الغاضبة والمتذمرة من خطواتك التي قمتِ بها مؤخراً، والتي لا تعطِي تلك المؤشرات الإيجابية عن مستقبل أفضل.
مطلع الأسبوع الحالي، فوجئنا بالإعلان عن الإيقاف المؤقت للقروض العقارية من صندوق التنمية العقاري الذي يرأس مجلس إدارته وزير الإسكان، بما في ذلك قروض المواطنين الذين صدرت الموافقة على إقراضهم مسبقاً، واختاروا إبقاءها لدى الصندوق لحين أن يتحسن سوق الإسكان ويتمكّنوا من الاستفادة منه، إذ يبلغ عددها 110 آلاف قرض عقاري تم تجميدها برغبة مستحقيها لظروف عدة يأتي أبرزها عدم المقدرة على شراء أو بناء مسكن العمر لكون الـ500 ألف ريال لم تعد كافية في سوق جشع وعشوائي وغير منتظم، وأوضح الصندوق في بيان له أن القروض المجمّدة وكذلك القروض التي ينتظرها أصحابها المتقدمون والبالغة 425 قرضاً سيتم إخضاعها لشرائح لم توضّح تفاصيلها، وبناء عليها يتم توزيعها بعد دراسة احتياج أصحابها.
القرض العقاري الذي كان حقاً مكتسباً لجميع المواطنين منذ إنشاء الصندوق، ولم يميّز يوماً بين الغني والفقير، يخضع اليوم لآلية جديدة تسبّبت في إرباك مخططات الكثير من المواطنين المستحقين.
في اليوم ذاته تقرّر تخفيض قيمة الدفعة الأولى من التمويل العقاري المصرفي من 30% إلى 15%، وإن كان في هذا القرار شيء من الانقسام بين الرفض والقبول، إلا أنني أجده إيجابيًا، لكن بشرط أن تعمل الوزارة على تنظيم السوق والحد من المغالاة التي يعشيها، حتى يتسنّى للمواطنين الاستفادة من التمويل لا أن يُثقل عليهم.
وزارة الإسكان، حتى الآن لم يلمس المواطن منك ومن مستشاريك -الذين تردد أن عددهم بلغ الثلاثين -مستشاراً- ما ينتظره، فعلى رغم أن تأسيسك جاء لخدمته إلا أنك لم تمنحيه ما يتوافق مع تطلعاته وآماله، خصوصاً في ظل الدعم اللامحدود الذي تحظين به من قيادتنا الرشيدة التي ظلّت تؤكد على اهتمامها بوضع الحلول العاجلة لأزمة السكن، فأرجوك بمزيد من التركيز والحرص على المواطن، فالحاجة إلى السكن تزداد!