عبد الله بن حمد الحقيل
يحرص الصديق والزميل عبدالعزيز الخريف على توثيق سير الأموات وإنجازاتهم في مجموعة من المؤلفات تحت عنوان «نقد ورثاء» مما يذكرني بالعلامة ابن خلكان ت681هـ الذي استقصى أهل زمانه ومعاصريه، ولقد كنا زملاء في مدرسة دار التوحيد في عصرها الذهبي، ونشرت عنها منذ أيام مقالة في جريدة الجزيرة الغراء بعنوان «نماذج فريدة من مدارسنا» وقد تأسست عام 1364هـ في مدينة الطائف وخرجت أول مجموعة من طلابها 1368هـ، وكان الشيخ محمد بن مانع مدير المعارف يهتم بها ويديرها من مكتبه في مكة المكرمة.
وأدب الرثاء فن جميل في الأدب العربي، لقد أهداني الصديق والزميل عبدالعزيز الخريف سفراً قيماً بعنوان (فقد ورثاء) تضمن مراثي في طبعة أنيقة احتوت على أكثر من 500 شخصية، وهذا وفاء منه لمن رثاهم وشعر بفقدهم ولقد تضمن هذا السفر الجميل مختارات من الحكم والأمثال والأشعار ولا غرو فهو خير ما يعبر عن سمو العاطفة وجميل أن يستشهد به الكاتب والمؤلف، ولقد كنا ونحن طلاب في كلية اللغة العربية نتبارى في حفظ الشعر واختيار أحسنه وأجوده وأبلغه.
وهو يذكر دائماً بزملاء الدراسة في كل لقاء واجتماع كالشاعر عبدالعزيز الرويس وصالح المالك ومحمد العميل وعبدالرحمن الرويشد ومحمد بن سعد بن حسين وغيرهم من زملاء الدراسة، ولقد تخرجنا معاً من الكلية في عام 1378هـ والزميل عبدالعزيز يمتاز بالوفاء والتواصل ولله زمن عشناه رغداً وقل أن يمضي أسبوع دون الاتصال بي وزيارتي وإهدائي ما استجد من كتب الأدب والشعر، حيث يتحفني بذلك ولقد قلت له في ذلك قصيدة مطلعها:
حييت يا عبدالعزيز تحية
موفورة من عاطر الأنداء
أهديت لي كتب النفائس والنهى
فيها العلوم وأجمل الأنباء
إن الكتاب رسول ود بيننا
عنوان إخلاص وحسن وفاء
حيث المعارف والبيان مجليا
فاهنأ بذكر خالد وإخاء
إن الوفاء سجية وحقيقة
نسعى لها في بهجة وسناء
ما زلت أذكر أيام الدراسة، فقد كانت الاهتمامات الثقافية هي القاسم المشترك بيننا من خلال قراءات ومتابعات في تلك السنوات والاهتمام بالشأن الأدبي والثقافي في تلك الفترة الجميلة من حياتنا فلقد كانت الكتب هي شأننا وزادنا الثقافي اليومي ونحن نقرأ ونتابع ونكتب ونتبادل الكتب، ولقد كان الشيخ عبدالعزيز منذ الصغر يهتم بالكتاب ويشغل باله كما يشغل بالنا، حيث زودنا بالرصيد الثقافي والفكري ولا يزال حبه باقياً فينا.