سعد الدوسري
كثُر الحديث عن ملف التحول الوطني، ولا بد أن يكثر، فهو الملف الأكثر سخونة في المملكة، ليس على المستوى المحلي، بل على المستوى الدولي، فالتقارير الإعلامية والمقالات الصحفية الأجنبية، اعتبرت هذا الملف مادةً للكتابة عن الواقع الجديد للسعودية، ولتحليل قدرات القائمين عليه، في تغيير الحالة الراهنة، اقتصادياً واجتماعياً.
بعض المتابعين انتبهوا لنقطة مهمة، أشار لها بعض الصحفيين الأجانب، وهي محاولة ربط هذا الملف بشخص معينه، كشخص المهندس فلان أو الدكتور علان. وأظن أن من الواجب عدم الالتفات لمثل هذه الإشارات، سواءً كانت عفوية أو غير عفوية، فملف التحول الوطني هو ملف المرحلة، والقائمون عليه يشكلون فريق عمل جماعياً، لا يبرز فيه أحد على حساب أحد، فالكل يعملون لهدف واحد، هو دعم تحول اقتصاد البلاد من نمط مستهلك إلى نمط منتج، ولو بالحد الأدنى، وتخفيف الأخطار المقبلة عليها جراء الأزمات الاقتصادية التي تهدده. وهذا لكيلا نكرر أخطاء الماضي، بربط المنجزات الوطنية بأشخاص بعينهم، فنصير نتغنّى بالأشخاص، وليس بالمنجزات ولا بالوطن!!
من الضروري في هذه المرحلة الحرجة، أن نفكر بالخلاص الجماعي لوطننا، وليس بالخلاص الفردي للأشخاص، فمأساة فرد ليس كمأساة أمة، وتفوق رجل ليس كتفوق بلد بأكمله. علينا أن نخفف من إحساسنا بذواتنا، وبأننا المتفردين في تفكيرنا وعملنا. ماذا سينفعنا أن قدمنا نموذجاً فردياً، وقلنا: هذا ينتمي لنا؟! يجب أن نقدم مجتمعنا برمته، على أنه مجتمع يفكر وينتج.