رغم دور التربية والتعليم في زرع أقوى بذور العلم والخلق، ورغم الدور العظيم للمعلم الذي يترك بصماته الواضحة الجلية في تلاميذه حتى بعد فراقهم إياه بسنوات، إلا أن هناك فئات في المجتمع تقلل من أهمية هذه المهنة المقدسة التي شبه أصحابها بالرسل في عظم دورهم وقوة تأثيرهم، فقد وصل الأمر ببعض الأفراد أن يرددوا مقولة: (التدريس مهنة من لا مهنة له)؟! وذلك من باب الاستهانة بها، أي أنها وظيفة تسد الحاجة فحسب.
ولكن لو اطلعوا على تعب المعلم والمعلمة ولاسيما المخلصين منهم وما أكثرهم؛ لرأوا العمل الدؤوب من الصباح حتى المساء، في المدرسة والمنزل معا، فالمعلم يظل طالبا للعلم في جميع فترات عمره، يحضّر ويصحح ويقوّم، ويتابع تلاميذه باستمرار، ويساهم في الأنشطة المدرسية المتنوعة، بل ويبحث ويتابع كل جديد في مجال تخصصه.
لذا فلابد من حسن اختيار المعلم المؤهل، والإشراف عليه إشرافا محفزا، والتركيز على الجوهر في التعليم لا على القشور والشكليات، واستخدام مبدأ التشجيع المعنوي والمادي المستمرين، أي أن تكون مهنة التعليم مهنة نامية متطورة مرتبطة بالواقع الديني والمجتمعي والوطني والعالمي، لا أن تستمر مهنة جافة جامدة مجمدة للمعلم والطالب على حد سواء.
فديننا الإسلامي الحنيف أكبر موجه للبشرية يحملهم على نشر العلم النافع دنيويا وأخرويا حينما قال على لسان رسوله الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم في الحديث الصحيح الجامع: (إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير).
وبهذا كله يجب أن ينال المعلمون والمعلمات تقدير أبناء مجتمعنا وثقتهم وتعاونهم معهم لإخراج مستويات علمية وتربوية عالية الجودة تعود بالخير العميم على المجتمع كله، لبناء الوطن وجعله في مقدمة الركب الحضاري المعاصر دون فقدان لأصالتنا وهويتنا التي هي عماد قوتنا.
بشرى بنت عبدالعزيز آل الشيخ - ثانوية حي السفارات