مفاجأة فنية طبخها دونيس للأهلاويين قبل يومين من النهائي.. والمفرج أخفاها حتى النزول للتسخين ">
تقرير - عبدالله الحنيان:
توِّج الهلال مساء الجمعة الماضي بلقب بطولة كأس سمو ولي العهد للمرة 13 في تاريخه بالفوز على الأهلي بهدفين مقابل هدف، في المباراة التي احتضنها ملعب استاد الملك فهد الدولي بالرياض. «الجزيرة» تقدم في ثنايا هذا التقرير.. جوانب مختلفة لمسيرة الفريق قبل النهائي وكواليس مختلفة من المعسكر الأزرق نتمنى أن تحوز على إعجاب قرائها.
مشوار البطل
استهل بطل كأس سمو ولي العهد «الهلال» مشوار البطولة بملاقاة مضيفه التعاون في دور الـ 16 من منافسات البطولة، ليحقق فوزاً صعباً بهدفين مقابل هدف للفريق المتطور هذا الموسم «التعاون»، وسجل هدفي الهلال المهاجمان ناصر الشمراني والبرازيلي التون الميدا، ليتأهل الزعيم لملاقاة القادسية ضمن مباريات الدور الربع نهائي وذلك على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالملز، ويقصيه بأربعة أهداف مقابل هدف، تناوب على تسجيلها ناصر الشمراني وياسر القحطاني والبرازيلي المتألق كارلوس أدواردو «هدفين».
- فترة التوقف
وبعد إعلان تأهل الهلال لكأس ولي العهد جاءت فترة توقف المنافسات بسبب مشاركة المنتخب الأولمبي ببطولة آسيا الأخيرة المؤهلة للأولمبياد، وفرض الجهاز الفني بها معسكراً داخلياً بمقر النادي، أقر خلاله بعض الحصص الصباحية، مع منح إجازة قصيرة للاعبين، في سبيل العودة لاستئناف المنافسات بشكل قوي يسمح للفريق البقاء كمرشح أول لتحقيق بطولات الموسم.
الاجتماع المؤثر
اجتمع رئيس الهلال بمدرب الفريق بعد الخسارة من التعاون مباشرة وناقشه في الأخطاء التي وقع بها من وجهة نظره، ليجدد بنهاية الاجتماع الثقة به، للعودة بالفريق لمساره الصحيح، تبعه باجتماع موسع مع اللاعبين جميعاً، ومن ثم لاعبي الخبرة يتقدمهم «ياسر القحطاني، محمد الشلهوب، سعود كريري، ناصر الشمراني»، الذين بذلوا أدواراً مضاعفة لتهيئة اللاعبين لتجاوز آثار الخسارة إلى جانب جهاز إدارة الكرة.
التحضير للمفاجأة
فاجأ مدير الجهاز الفني «دونيس» الجميع بالمران الرئيس وطبق تكتيك المواجهة بتشكيلتين مختلفتين، الأولى اعتمد بها طريقة الثلاث مدافعين «كواك، جحفلي، كريري» مع الاعتماد على سلمان الفرج في مركز المحور وحيداً، والثانية الطريقة التقليدية «4-4-2» بوجود جحفلي وكواك وظهيري الجنب الزوري والشهراني، أمامهم محورين «الفرج، عطيف» يمينهما سالم الدوسري ويسارهما العابد، وفي المقدمة أدواردو والشمراني.
وكان الجهاز الفني قد تلقى ضربة موجعة بتعذر الاستعانة بالمدافع البرازيلي «ديقاو» في النهائي نظير آلام العضلة الضامة، لينضم إلى مواطنه «التون الميدا».
الرحلة البرية
وجَّه رئيس النادي الأمير نواف بن سعد الدعوة للاعبي الفريق وأعضاء الجهازين الفني والإداري لتناول وجبة الغداء في مخيمه الخاص، والاستمتاع بالأجواء البرية الهادئة عصر الأربعاء «قبل النهائي بيومين»، ليتوجه أعضاء الفريق بعد نهاية المران على سياراتهم الخاصة، ولم يتطرق المدعوين للحديث عن النهائي المنتظر ما بدا مثيراً للاستغراب بعض الشيء بالنظر لحساسية اللقاء واقتراب موعده.
- إبلاغ الرئيس
في جانب ما من المكان الترفيهي الواسع أبلغ اليوناني دونيس رئيس النادي بدعائه إلى مفاجأة منافسة السويسري جروس بطريقة وتشكيل مختلفين ولم يسبق أن لعب بهما من قبل، وافقه الرجل الأول في النادي على ذلك وبارك الخطوة.
دونيس لمساعدوه: التتويج باللقب مسألة وقت لا أكثر
اختتم الفريق في اليوم التالي تدريباته للمواجهة بمران مغلق، وسط حضور شرفي وإداري، بدت الثقة كبيرة بتحقيق اللقب، حيث الروح المعنوية العالية للاعبين، والرغبة بإضافة البطولة للخزينة الزرقاء، ما حدا بالمدرب دونيس للتأكيد لمساعديه بأن تتويجهم بالبطولة الثالثة مع النادي العاصمي الكبير مسألة وقت لا أكثر.
الشمراني: سأسجل بالتخصص
المهاجم ناصر الشمراني حرص كعادته عشية معسكر اللقاء على الالتقاء بأصدقائه في «ملحق جانبي» بمنزله، وقال لهم بثقة متناهية: «سنفوز.. سأسجل في الأهلي بالتخصص.. هذه مباراتي - بإذن الله». وكان الزلزال قد وعد قبلها عضو شرف النادي الأمير أحمد بن سلطان غير مرة بتحقيق الفوز والتتويج بكأس رجل الأمن الأول.
وعد «العابد» دين عليه
من جهته، وعد نواف العابد والديه ببذل أقصى جهده في سبيل تحقيق اللقب، وإدخال السرور عليهما، مبدياً تفاؤله الكبير بتحقيق ذلك، طالباً منهما ليلة المباراة الدعاء له ولزملائه بالتوفيق.
إخفاء التشكيل
قبل انطلاق اللقاء الكبير بساعتين امتلأت المقاعد المخصصة لجماهير الهلال بالكامل، وبمكان غير بعيد عنهم «غرفة تبديل الملابس» تعمد مدير إدارة الكرة بالفريق فهد المفرج تأخير تسليم قائمة فريقه بالمباراة حتى آخر ثواني الوقت المسموح، عندما نزل الفريق الأهلاوي للتسخين بملعب الدرة، واتضح من التشكيل اعتماد الهلاليين طريقة مختلفة فاجأت المحللين والمتابعين، ومن قبلهم الجهاز الفني الأهلاوي بقيادة السويسري جروس.
الروح تنتصر
انطلق اللقاء واتضح التفوق الأزرق على منافسة الأخضر، وما هي إلا دقائق ويوفي الشمراني بوعده لأصدقائه ويسجل الهدف الأول ومن ثم الثاني الذي ألغي بدون وجه حق، ليأتي دور العابد الذي قاتل من أجل سعادة والديه ومن ثم أنصار فريقه، وكان الزعيم قريباً من أن يحسم المباراة في شوط واحد لولا ضياع الفرص وبعض القرارات التحكيمية المجحفة، وأسهمت الروح في التفوق الأزرق التي غذاها اللاعبون بعضهم بعضاً داخل أرض الملعب، فصرخات شراحيلي تجاه خطه الدفاعي لم تتوقف طوال اللقاء، ويدا الشمراني ارتفعت كثيراً لتحفيز زملائه والجماهير، فيما ألهمت جدية العابد أقرانه وضاعفت من شعورهم بالمسؤولية.
ساعة الفرح
ترجم الهلال تفوقه وحصد اللقب السابع والخمسين في مسيرته الذهبية، وانطلق لاعبوه في كل اتجاهات الملعب فرحين بالانتصار الثمين، حرص أغلبهم على الاتصال بأهاليهم وتلقي تبريكاتهم، فيما شارك أبناء ناصر الشمراني وعبدالله الزوري في الاحتفالات الموسمية الزرقاء.
موقف الشلهوب
كان للنجم الكبير محمد الشلهوب موقفاً نبيلاً مع زملائه، إذ رفض رفع الكأس قبلهم محتجاً بمساهمتهم الفاعلة بتحقيقه، قبل أن ينطلق بعد التتويج من راعي المباراة مباشرة تجاه غرفة تبديل الملابس، مبرراً ذلك بضرورة إتاحة الفرصة لزملائه بالظهور الإعلامي والحديث عن منجزهم.