د.ثريا العريض
«.. شرفة تويتر
ساحة التداعي للتكتل
هجوماً ودفاعاً
أفراداً وأرتالاً
تتجادل
يتداخل
صخب الحق والباطل
أهم أغلقها
توقفني شهقة وطن يعتصر بضجيج قاتل..»
تغريدة من القلب سجلتها قبل يومين بإحساس شاعرة تعشق الوطن.. واستجاب لها كثيرون بالاستحسان.
ربما هو الأسلوب الشاعري يشد القارئ وربما هو ذلك الإحساس المتبادل بأن الشاعر يعبر عن مشاعر المتلقي.
والشعر غير النظم, فالنظم مقصود الهدف والمناسبة, والشعر يملي توقيته ومحتواه مما يتدفق في المشاعر الذاتية العميقة كالمياه الجوفية. وأنا لست ضمن الناظمين ممن يبحثون عن المناسبات, أو يستعطون مكافأة ما. ويظل تفاعل القارئ مع شعري يكفيني مكافأة ويشبع شعوري بأنني لست وحدي فيما أشعر.
* * *
معي على الواتسآب مجموعة منتقاة من عشاق الوطن؛ نخبة من المسؤولين والمختصين والإعلاميين والكتاب والقانونيين والباحثين والأطباء والعلماء من الجنسين. نخبة انتقيتهم فرداً فرداً ممن أعرفهم شخصياً, وأعرف مدى اهتمامهم بالوطن ومعاناته. سميتها مجموعة «الوحدة الوطنية», وتركت لهم الحوار حول مظاهر المعاناة والتشخيص واقتراح العلاج, كلٌ من باب تخصصه المهني. لا شرط هناك سوى ثقتي بهم وبصدقهم والتزامهم بأدبيات الحوار الحضاري, والبعد عن الشخصنة.
أراقب مجموعة الوحدة وأتعهد حوارها كأنني أتعهد حديقة, لكي لا يقتلها الإهمال, أو تغزوها الطحالب, أو تنحدر إلى بيئة طاردة عالية الصخب.
تحية صادقة من القلب للأعضاء وللوطن الذي نلتف حوله لحمايته.
تجربة رائعة تشجعني على انتقاء المزيد.
* * *
البارحة تابعت بينهم حوارات رائعة بدأت بالتساؤل عن العلاقة بين ظواهر مستجدة في معاناة الناس جسدياً, و مدى ارتباطها بالاضطرابات الفكرية التي ولدت اضطرابات عاطفية ولدت جرائم العنف نحو النفس أو الغير بما في ذلك الأقربين. وانتهت بحوار حول قرار وزير العدل معالي د. وليد بن محمد الصنعاني بتشكيل لجنة علمية تتولى تنفيذ الأمر السامي 1437 القاضي بالموافقة على تولي الوزارة إنجاز الدراسة المتعلقة بحصر المبادئ التي أرستها أحكام الشريعة الإسلامية وتبويبها.. وسأعود إلى هذا الموضوع في المقال القادم..
* * *
لا أجمل من الحوار الصادق حول المثاليات والإيجابيات والسلبيات المجتمعية, إلا العمل الصادق لتحويل المثاليات إلى ممارسة فردية وجمعية يحميها القانون. وحين يحمي القانون حقوق المواطنة ويفرض تطبيق حقوق الإنسان نكون قد غرسنا أسس حماية الوحدة الوطنية.