يعد قصر السقاف التاريخي بمكة المكرمة أحد أجمل القصور الملكية في المملكة العربية السعودية.
وكان قصر السقاف مقراً للدولة ومركزاً للحكم في عهد الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه» وفي عهد الملك سعود رحمه الله ويمثل نموذجاً فريداً للعمارة التقليدية في مكة المكرمة، وعانى في المدة الأخيرة من عدة حوادث انهيارات نظراً لتدني مستوى الصيانة وعدم الاهتمام.
وقد صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- في ربيع الأول 1431هـ بتسليم قصر السقاف التاريخي إلى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني؛ للمحافظة عليه والبدء في عملية ترميمه والعناية بتطويره.
ويعد هذا القصر الأقدم تاريخيا والأكبر حجما إذ بُنيت فيه معظم القصور الملكية، بما في ذلك قاعات استقبال الرؤساء والملوك وكبار ضيوف الملك عبد العزيز من سفراء وقناصل الدول العربية والإسلامية ورؤساء بعثات الحج وكبار الحجاج والمواطنين.
ومن خلال الدراسة الميدانية يتبين أن المبنى الواقع في الجهة الشرقية من هذا القسم يعود تاريخه إلى ما قبل عهد الملك عبد العزيز، أما المباني الواقعة في الجزء الأوسط فقد بُنيت في عام 1927 على أن مقدمتها المطلة على شارع القصر الملكي (السقاف حاليا)، بُنيت في أواخر عهد الملك عبد العزيز، وكذلك قصر الملك سعود الواقع في القسم الشمالي.
وعرف قصر السقاف تاريخيا بالقصر الملكي في «المعابدة»، وهو أحد أكبر أحياء مكة القديمة، وكانت المعابدة آنذاك أحد الأحياء الخارجة عن مركزية مكة المكرمة، حيث كان من سياسة الملك عبد العزيز، في بناء قصور الحكم، أن لا تشكل عبئا وازدحاما على الحياة اليومية والنمطية للمواطنين، كما هو الحال في قصور الزاهر التي بُنيت خارج النطاق العمراني.
وتستعد الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لإعادة ترميم القصر والعناية به وفقا لمعايير هندسية تحافظ على البناء وما يمثله من موروث ثقافي تاريخي لفن العمارة المكية القديمة.