الجنادرية تراث يربطنا بماضينا الذي توالت عليه اجيال منذ ميئات السنين... بحلوها ومرها وتفاني من سبقونا في خدمة مجتمعهم سواء القروي أو البدوي أو الحضري الذي كان يعيش عيشة القروي حاليا أو بعض منها وليس كلها نظراً ان القروي حاليا ولله الحمد يعش كعيشة سكان المدن من توفر وسائل الحياة المريحة التي سهلت عليه العيشة في القرية... لذلك يجب علينا أن ننظر بعين الاجلال والاكبار لتراثنا انه يميزنا عن غيرنا ونجد فيه العصامية والصبر على الشدائد وإلا لما استمرة حياتنا حتى عصرنا الحاضر... ومن الشدائد التي مرة على عمي أنا شخصيا وفقد بسببها حياة قبل سبعة وسبعين عاما مضت وهو في رحلة من الحجاز إلى الأحساء لجلب قوت عائلتنا بما فيهم صغاره الذين تركهم ولم يرجع لهم أبدا حيث توفي رحمة الله عليه أثناء عودته من تلك الرحلة في منتصف الطريق بسبب مرض الجدري الذي كان يعصف بالناس في تلك الأيام ولم يعرف الناس له علاجا إلا العزل عمن حوله وقد يشفى المريض وقد يموت... وهذا غيض من فيض حيث يتسبب في موت الناس الأمراض والجوع وقطاع الطرق والحشرات السامة ...الخ، وكانت وسائلهم هي الوسائل الموجودة حاليا في الجنادرية وغذاؤهم أيضا... فإذا رينا حياة أجدادنا وماكانوا يعتمدون عليه من إنتاجهم سواء للغذاء أو للكساء أو للسكن فيحق لنا أن نفخر بهم ونباهي بهم بين الشعوب الأخرى ونغرس في نفوس أبنائنا حب تراث الأجداد الذين كافحوا من أجل البقاء وليس من أجل الفناء إنه بالفعل تراث يستحق أن نبرزه ونفاخر فيه إنه يمدنا بمن ساهموا في وجودنا وبنوا من أجلنا ونحن على خطاهم ماضون بإذن الواحد الأحد... حفظ الله بلدنا وحفظنا من كل سوء.هذا والله من وراء القصد.
- علي عبدالرحمن الشلاحي