جهات أمنية ودينية تناقش مشروع «الأمن الشامل» في المملكة ">
الجزيرة - محمد الغشام:
ينظم كرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة بجامعة الملك سعود بالتعاون مع مركز المحتسب للاستشارات يوم الثلاثاء المقبل فعاليات المرحلة الثانية من «مشروع الأمن الشامل .. شراكة وتكامل»، بتشريف سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ وذلك في قاعة الشيخ حمد الجاسر بجامعة الملك سعود، علماً أن جلسات الندوة ستكون على مدى يومين. وذكر الأستاذ الدكتور سليمان بن قاسم العيد المشرف على كرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة بمناسبة تشريف سماحة المفتي لندوة «مشروع الأمن الشامل شراكة وتكامل»، إن إشراف الكرسي على هذه المرحلة يأتي انطلاقاً من رسالته في تعزيز وظيفة الحسبة، إذ لا شك أن منسوبي الجهات الضبطية يقومون بعمل احتسابي، هو جزء من أعمال ولاية الحسبة قديماً، والتي وزعت في وقتنا الحاضر على العديد من الأجهزة الرسمية.
وأضاف» وبهذه المناسبة فإنني أتوجه بالشكر لمركز المحتسب للاستشارات بوصفه صاحب فكرة المشروع، والقائم على تنفيذه في مختلف مراحله». وأوضح الدكتور سليمان العيد أن الندوة ستتخللها كلمة الافتتاح لسماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية، أما في الجلسة الأولى ستشمل كلمة لمعالي الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي إمام وخطيب المسجد الحرام سيلقي ورقة بعنوان : (دور الجهات الحكومية في تعزيز الأمن الفكري ومواجهة الغلو) ، كما يلقي كذلك معالي الشيخ عبد الله بن محمد المطلق عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي ورقة بعنوان (التعبد بالفعل وأثره على الموظف في الجهات الاحتسابية)، إضافة إلى ورقة الأمن العام التي سيلقيها سعادة اللواء علي بن مشبب القحطاني مدير إدارة التوجيه الفكري والمعنوي بالأمن العام.
وأضاف» أما في الجلسة الثانية سيكون هناك لقاء معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، إضافة إلى ما سيقدم في الجلسة الثالثة من أوراق لكرسي الحسبة ومركز المحتسب للاستشارات، والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة»، ومكافحة المخدرات، وقسم الدراسات الإسلامية».
وذكر المشرف على كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحسبة الدكتور سليمان العيد أن الندوة تهدف إلى التعريف بنقاط التعاون والالتقاء بين تلك الجهات ووضع آليات للتنسيق بينها، وإصدار دليل تعريفي لتعزيز وقيم المشروع وبرامجه، وبناء الوسائل والأنشطة التي تحقق المشاركة والتكامل، وإبراز الدور الإيجابي الذي يقوم به أفراد الجهات المستهدفة بالمشروع والمتوافقة مع شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووضع خطة برامج متكاملة لنشر الثقافة الاحتسابية بين منسوبي الجهات المعنية.
وبدوره، أوضح الشيخ الدكتور عبد الله الوطبان، المشرف العام على مركز المحتسب للاستشارات، أن المشروع ينطلق من المفهوم الشامل للحسبة، وأن الهدف منه هو تحقيق المشاركة والتكامل بين الأجهزة الرسمية الرقابية والضبطية، المعنية بحفظ الضرورات الخمس (الدين، النفس، العِرض، العقل، المال)، مع توعية شرائح المجتمع المختلفة بأهمية التعاون مع هذه الأجهزة في أداء مهماتها، بما يسهم في إرساء قواعد الأمن بمفهومه الشامل والواسع، وتحقيقه واقعاً ملموساً في مملكتنا الغالية كما أنه يعمل على نشر وتعزيز قيمة التعبد بالفعل، واستشعار المسؤولية بين منسوبي هذه الأجهزة بما ينعكس إيجابياً على أدائهم للأمانة الملقاة على عاتقهم. وأبان الدكتور الوطبان، أن المرحلة الأولى من المشروع قد أنجزت بإشراف الجمعية العلمية السعودية للحسبة، وتم فيها وضع دليل تفصيلي للمشروع احتوى على مدخل حول شعيرة الحسبة ومسيرتها عبر التاريخ، ونماذج من حفظ الأنظمة للضرورات الخمس، وقائمة بالقيم الداعمة للعمل الاحتسابي في الأجهزة الحكومية، ونموذج تكاملي للبرامج التنفيذية والأنشطة العلمية للمشروع وأما المرحلة الثانية، فهي بإشراف كرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة في جامعة الملك سعود ويتم فيها تنفيذ برامج النموذج التكاملي على مدى عامين. يذكر أن الجهات المعنية في هذه الندوة هي الجهات الاحتسابية والرقابية والأمنية التي تعنى بالأمن في جوانبه المختلفة، مثل: الأمن العام، الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة)، مكافحة المخدرات، إضافة إلى قسم الدراسات الإسلامية في الجامعة، هذه الجهات ستشارك في أوراق عمل وكذلك المعرض المصاحب، وهناك جهات أخرى ستشارك في المعرض المصاحب فقط مثل الجمارك والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، والمعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجمعية السعودية للحسبة، وكذلك مكتب دعوة الجاليات بالروضة، ومكتب دعوة الجاليات بالربوة. وفي الحقيقة وجدنا ترحيباً كبيراً من العديد من الجهات الحكومية المعنية ورغبة كبيرة في المشاركة، إلا أن البعض اعتذر بسبب الارتباط بفعاليات أخرى، فلهم منا كل الشكر والتقدير، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينهم على تحقيق مهامهم الأمنية.