لا رجعة في مشاركة المملكة بقوات برية لمكافحة الإرهاب في سوريا ">
بروكسل - واس:
أكد المستشار العسكري لسمو وزير الدفاع العميد ركن أحمد بن حسن عسيري أن قرار مشاركة المملكة العربية السعودية بقوات عسكرية برية في سوريا لمكافحة الإرهاب «لا رجعة فيه». وأضاف العميد عسيري في تصريحات للصحافيين على هامش اجتماع دول التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي بمقر حلف الناتو ببروكسل: «لكن يبقى بحث التفاصيل من خلال اللجان والاجتماعات القادمة لوضع الكيفية والآلية وحجم القوات»، مشيرا إلى أن ذلك يأتي في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي ومن خلال التحالف الإسلامي العسكري الذي سيكون تحت قيادة المملكة. ووصف العلاقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بأنها إستراتيجية وتاريخية، مشيراً إلى أن لقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مع معالي وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر متجدد ومتكرر لبحث الدور الذي تقوم به المملكة ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي من خلال تكثيف العمل الجوي. وأضاف أنه جرى مناقشة مبادرة المملكة بوضع قوات على الأرض في إطار التحالف الدولي لمحاربة داعش والعمليات العسكرية التي ستشارك فيها المملكة، مشيراً إلى أن سمو ولي ولي العهد قدَّم فكرة مفصلة للجانب الأمريكي عن التحالف الإسلامي العسكري ومناحيه الأربعة (الفكري والمالي والإعلامي والعسكري). وأوضح العميد عسيري أن المملكة نفذت 189 عملية جوية ضد تنظيم داعش الإرهابي خلال السنتين الماضيتين إضافة إلى ما تقوم به من عمليات لإعادة الشرعية في اليمن. وبسؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية ستزيد من عدد قواتها في سوريا، قال العميد عسيري: «إن الوقت لازال مبكراً للغاية لنخوض في مسألة أعداد القوات، وبالنسبة للمساهمات فالولايات المتحدة تقود التحالف وستواصل القيام بهذا الدور».
وحول جاهزية التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب قال العميد عسيري إن هناك خارطة طريق للتحالف وقد انتهت الجهود الدبلوماسية، والعمل قائم حاليا لإنشاء مركز للتنسيق، وستعقد قمة لرؤساء الأركان لمناقشة مفهوم التحالف العسكري الإسلامي، وسيعقد اجتماع وزاري على مستوى وزراء الدفاع لوضع اللمسات الأخيرة لهذا التحالف في نهاية مارس أو بداية إبريل القادمين.
وبشأن فرض مناطق حظر للطيران بسوريا والتعاون مع روسيا الموجودة في المنطقة قال العميد عسيري: «إننا في الوقت الراهن نقوم بطلعات في سوريا، وكانت آخر مهمة للقوات الجوية الملكية السعودية في يناير الماضي، وهناك تنسيق بين أعضاء التحالف الدولي الذي لديه مقر ومركز قيادة وتحكم وفي هذا المركز تتم عمليات التنسيق ولكن الوقت مبكر لنتحدث عن هذه الخيارات أو الفرضيات لأننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد».
وردا على سؤال حول احتمال اصطدام القوات السعودية على الأرض بالإيرانيين قال العميد عسيري: «لو بدأنا بالفرضيات وسعينا لإيجاد الأجوبة عليها لن ننتهي من ذلك». وأضاف: «نحن ملتزمون بالعمل ضمن تحالف دولي لهزيمة داعش وندرك أنه ليس هناك أحد يحارب داعش في سوريا على الرغم من وجود الإيرانيين هناك وبالتالي أعتقد أن المملكة تضررت في الوقت الحالي من تنظيم داعش الإرهابي بسبب الهجمات في المساجد وعلى الحدود ولدينا التزام لهزيمة داعش». وتابع يقول «إذا رغب الإيرانيون في الانضمام إلى التحالف فينبغي عليهم وقف دعم الجماعات الإرهابية والمليشيات في العراق وسوريا بعد ذلك نناقش المسألة العسكرية المتعلقة بمحاربة داعش».
وعن الاجتماع الذي ينظمه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الشهر المقبل وهل ستقدم المملكة مقترحًا محددًا بشأن نشر قوات على الأرض، أكد العميد عسيري أن موقف المملكة واضح أنه إذا كان هناك توافق بين أعضاء التحالف لإرسال قوات برية فإن المملكة ستكون جاهزة أما ما يتعلق بالتفاصيل فإن المسألة تتعلق بالتخطيط العسكري وستعقد قمة لرؤساء هيئة الأركان لبحث هذا الأمر.
وفيما يتعلق بالمخاطر التي ربما تترتب عن القيام بعمل بري في سوريا قال العميد عسري إنه لا يوجد عمل عسكري ليس له مخاطر ولذلك الخطط العسكرية تأخذ في الاعتبار ماذا يجب أن ينجز وتأخذ في الاعتبار الأخطار وتتعامل معها.