نهاية حلم ">
شابة كسائر الفتيات اللاتي في سنها، عاشت تحلم بالزواج وتكوين أسرة لم تكن تحلم بشاب معين، بل كانت تنشد الستر لترى بأم عينها أطفالها يلهون ويلعبون أمامها..
لم تكن تتخيل أو يخطر ببالها أن يكون زواجها بتلك الطريقة التي حرمتها الاستمتاع بشبابها والتنقل لمراحل عديدة في الزواج بالتدرج، لم تكن تتوقع تلك الطريقة الرخيصة التي باعها بها والدها ووالدتها؛ بحثا عن المال دون النظر أو أخذ رأيها أو على الأقل مشاورتها.
لاحظت منذ فترة ليست بالقصيرة رجلا عرف عنه أنه مزواج، متزوج من أكثر من زوجة؛ فكان كثير التردد على بيتهم، كان في ذلك الوقت يبلغ من العمر خمسة وستين عاما!!
لم تكن مرتاحة لزياراته المتكررة وهداياه وصوته المرتفع عندما يتحدث عن وضعه وما يمتلكه من مال وحلال، واستعداده لإسعاد من تتزوجه وهن كثر، لكنه لا يتزوج إلا من تستحقه..
بعد فترة بسيطة بدأ الأب والأم ينسجان خيوط الشباك الذي سيطوقونها بها من خلال المديح والإطراء الزائد في ذلك الرجل وما لديه من أموال وسعادة من ستتزوجه..
الفتاة ببراءة لم تكن تدرك قصدهما.. فكانت تسأل ببراءة:
ومن التي تقبل الزواج به؟.. فهو (عجوز شايب).. فكان رد الأم والأب المال يجعله شابا في عين كل اللاتي يبحثن عن المال والجاه والسعادة.. فقالت: سعادة وهو أكبر ممن يتزوجنه؟!
وكونها كانت تعرف أنه لا يتزوج إلا من صغيرات السن حيث يستغل ظروف أهلهن ليغريهم بالمال والهدايا والبيوت ولم تعلم بأن الدور عليها كانت كلما انتقدت ذلك الرجل الهرم يسكتها والدها ووالدتها ويقولان: أنتِ لا تفهمين مصلحتك وين ولم تكن تعلم بأن كل شيء أعد والضحية جاهزة لتقدم للعجوز.. ما هي إلا أسابيع حتى قدم العجوز لوالدها المهر، منزلاً وسيارة لشقيقها، وذهباً لوالدتها ومبلغاً مادياً مجزياً لوالدها..
لتزف بعدها الشابة التي لم يتجاوز عمرها خمسة عشر عاماً وربما أقل، لرجل أكبر من والدها، ومنها، وحاولت الفتاة الرفض لكن لم تجد من يقف معها ولا من ينصفها لترضخ مكرهه مرغمة لتعيش أسوأ أيام حياتها لتصبح طفلة تربي أطفالا هم أولادها..
تحملت ورضيت بنصيبها معتقدة أنها ستكون المدللة لذلك العجوز لكن من تعود شراء كل شيء بالمال لا يبطل طبعه، فلم يمر على الزواج إلا بضع سنوات حتى اصطاد فتاة أخرى ليتكرر نفس السيناريو فهل هناك من يتعظ..
- محمد بن عبدالعزيز اليحيا
Mhd1999@hotmail.com