صدر كتاب (الشيخ محمد بن ناصر العبودي من خلال عيون بناته) تأليف الدكتورة شريفة بنت محمد العبودي، والدكتورة فاطمة بنت محمد العبودي، والدكتورة لطيفة بنت محمد العبودي. وجاء في المقدمة: هذا كتاب موجز يختص ببعض ما لا يعرفه الناس عن والدنا معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي، فقد كتب كثيرون عن الوالد ونشأته ومسيرته العلمية.. وكتب كثيرون عن إنتاجه الفكري الغزير في مختلف الحقول المعرفية.. وفي الرحلات.. أما حياته الشخصية وكيفية تعامله مع أقربائه وأسرته فليس أقدر من يقوم بها ممن عاش معه وتربى تحت كنفه، ونحن بناته الثلاث نقدم جهداً متواضعاً في محاولة لسد النقص في جانب نعتقد أننا الأقدر في الكتابة عنه. ومما جاء في الكتاب: من التزامه محافظته على أغراضه الشخصية فتبقى معه لسنوات، فإذا أراد السفر بالطائرة أدخل السيارة إلى مرآب المنزل، وغطاها بغطائها الخاص، وقلمه الباركر يحمل آثار أسنان أغلبنا، وهكذا كان يحافظ على جميع أشيائه. وقد ساعد تنظيمه لوقته ولأوراقه على مثابرته في التأليف، فلكل كتاب يبدأ في تأليفه ملف خاص في مكتبته يجمع فيه أوراق المعلومات المتعلقة بموضوع الكتاب. ومن سماته المميزة عدم الإلحاح، فعندما يطلب من شخص أن ينجز شيئاً لا يلاحقه بالإلحاح والتذكير. وعندما كنا صغاراً كانت هداياه بعد عودته من أسفاره الكثيرة مميزة، وتعكس ثقافة وحضارة البلدان التي يقدم منها، ومن سمات والدي الواضحة الاعتماد على النفس في كل أموره دقها وجلها، فمثلاً لم أره يوماً يطلب من والدتي أن تقف له بالمنشفة أو تُناوله ملابسه النظيفة عند فراغه من الاستحمام. القراءة بالنسبة لوالدي ليست هواية، بل هي أسلوب حياة، فهو يقرأ ويكتب معظم وقته.. الهوايات الأخرى: الصيد، فهو صياد ماهر للطيور.. وتعلم اللغات من الهوايات أو الملكات التي تميز والدي بها، وتذكر والدتي أنه كان يقرأ على ضوء السراج في سطح المنزل، ويردد الحروف الإنجليزية، ويكتب الكلمات في دفتر من عشرين ورقة. وثقافته الصحية أثرت علينا جميعاً، فهو حريص على الطعام الصحي يحرص على إزالة الشحم عن اللحم قبل طبخه، وتقليل الملح والسكر، وشرب كأس لبن قبل النوم.. وأكل التمر بدل الحلوى.