د. سلطان بن راشد المطيري ">
سألني صاحبي وأخي الأستاذ/ شوقي المناعي من مملكة البحرين الشقيقة عما فعلته الأحداث في دولنا الخليجية وأثر تلك الأحداث على البحرين والمملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج وعن مكانة البحرين في نظري شخصيا، فقلت له البحرين هي بلدنا وأثبتت على مر الأيام والليالي أنها بلد خليجي عربي مسلم ينهض بقضايا العرب والمسلمين ابتداء بقضية فلسطين ومرورا بقضايا العرب والمسلمين في العراق وسوريا ولبنان ومصر واليمن.
وقفوا مع الشعوب دفاعا ومساعدة وإيواء ومساندة مالية ومعنوية وفي المحافل الدولية، وهذا واضح للعيان وطيبة أهلنا في البحرين مضرب مثل للجميع، ويعرفها القاصي والداني.
وتعرضت كما تعرض غيرها للفتن وإرجاف المرجفين وحاولت طهران عن طريق أذرعتها وذيولها ممن باع وطنه للشيطان وخرم بيعته وأحرج ذمته بل أبعد من ذلك تعرضت للتفجير والتفخيخ وإثارة القلائل والنعرات الطائفية.
لكن قادتها كانوا على قدر المسئولية والحدث، فهما وتحليلا ومواقف صلبة، وحازمة.
تمكنوا بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة للملك حمد بن عيسى وولي عهده الأمين ورئيس مجلس الوزراء وتكاتف الرعية مع الراعي بأن ترسوا سفينة مملكة البحرين على بر الأمان وأن يعود ملالي طهران ومصدري الثورة بالخيبة والخزي والعار.
لقد أثبتت الأيام والفتن والمحن والإحن أن البحرين وبقية دولنا في الخليج العربي لا مناص لها عن غيرها وأن مصيرنا واحد وشعبنا واحد.
ولا غرو أن تثبت البحرين ذلك في كل حادثة يتعرض لها بلد خليجي خاصة إذا كان هذا الحدث يتعلق بالأمن القومي للخليج العربي.
واليوم لما تعرضت بلادنا المملكة العربية السعودية لهجمة شرسة من جانب الفرس الذين لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة من تخريب للسفارة السعودية في طهران، وكذلك القنصلية في مشهد.
كانت البحرين أول بلد خليجي يعلن تضامنه مع المملكة بل سابقت الزمن لتقول لنا نحن السعوديين نحن هنا، أول من يعلن ويندد ويصرح.
ليثبتوا بالفعل لا بالقول أن مصيرنا واحد وأن ما يهدد المملكة العربية السعودية هو تهديد مباشر لبقية بلادنا الخليجية.
وأن البحرين مع المملكة قلبا وقالبا تصريحا وتلميحا قيادة وشعبا نحن بلد واحد بكل ما تعنيه هذه الكلمة.
فالبحرين يا صاحبي مكانها عندي سويداء القلب و(صبي العين) باللهجة الخليجية.
يقول الشاعر الكبير سالم بن شخير وهو يتحدث عن هذه العلاقة بين الشعبين الشقيقين:
ايه أنا دمي حمر لو ماني بحريني
غير ماني ناسي ان عروقي اسعودية
وقلتها وأنا بقولي والله اني صادق
والمشاعــر كلها من صدق قلب ونية
فشكرا ثم شكرا ثم أخرى لأهلنا في البحرين ملكا وحكومة وبرلمانا وشعبا.
البحرين تعيد للأذهان قراءة التاريخ والاستفادة من دروسه، قصة الشيخ الذي جمع أبناءه عند موته وأعطى لكل واحد منهم عودا ليكسره ففعل ثم جمع الأعواد بحزمة واحدة مجتمعة، وطلب إليهم أن يكسروها ولم يستطيعوا كسرها فقال لأولاده هكذا أنتم إذا اجتمعتم لا يقدر عليكم عدوكم.
والقصة التراثية الأخرى المشهورة أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
وقبل هذا وذاك وصية الله لنا نحن المسلمين بضرورة الاجتماع وعدم التفرق في سورة الأنفال: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (46) سورة الأنفال.
فشكرا لأهلنا في البحرين وشكرا لمن سألني، أعطوا للعالم درسا في معنى الأخوة وأثبتوا أننا وهم على العهد باقون وفي خندق واحد لا نحيد ولا تغيرنا صروف الليالي والأيام مصيرنا واحد وشعبنا واحد.
- الرياض