هدى بنت فهد المعجل
نشر مركز الرياض للمعلومات والدراسات الاستشارية ما يُقارب 26 مستحضراً مخالفاً يُباع في محلات العطارة بطرق غير نظامية ذاكراً المركز المستحضر وعلّة مخالفة بيعه. علل خطيرة في حال استخدم المستهلك هذه المستحضرات خصوصاً النساء أكثر فئة تتردد على محلات العطارة.
ما هي علة عدم بيع المستحضرات التي تم رصدها؟
تلوث بكميات عالية من الرصاص السام، مستحضرات تحتوي على ادعاء طبي لعلاج الآلام من ذلك آلام المفاصل والعضلات والرقبة وأمراض البرد وآلام الصدر والتهاب الأعصاب، بعضها مجهولة المصدر والتركيب، بعضها لا يسمح بيعه إلا في الصيدليات ولا يصرف إلا بموجب وصفة طبية وله آثار جانبية خطيرة في حال لم يستعمل بشكل صحيح، بعضها ملوث بكميات عالية من الزئبق السام بالتالي خطورته على صحة الإنسان، بعضها يحتوي على ادّعاء طبي لمكافحة حشرات فروة الرأس، وادّعاء طبي آخر بأنها تقوم بتبييض البشرة وتفتيحها، بعضها تحتوي على ادّعاء طبي بزيادة الوزن أو علاج جروح الجلد والدمامل والقروح أو بتخفيف الوزن وإنقاصه، وهناك مستحضرات غير مسجلة طبياً تستخدم لعلاج حب الشباب، من مكوناته مادة التريتنوين (Vit.A) التي قد تسبب للحامل تشوهاً للجنين ومن الأشياء المخالفة عسل ملكي للرجال يحتوي على مادة (TADALAFIL) الدوائية التي تستخدم بموجب وصفة طبية من الطبيب وتحت إشرافه.
كيف مرّت هذه المستحضرات من تحت يد وزارة الصحة، وبالتالي فسح بيعها للمستهلك وهي بهذه العلل والخطورة في حال استخدمها الإنسان. علماً بأن أكثر مرتادي محلات العطارة هم النساء!!؟؟.
تنتشر محلات العطارة في الأسواق والمجمعات الشعبية وقلما نجد لها محلاً في المجمعات الراقية لماذا!؟.
ما سر انتشارها وتعددها في الأسواق والمجمعات الشعبية؟ وهل الرقابة ضعيفة بما مكّن هذه المحلات من بيع مستحضرات بهذه الخطورة؟ أي زائر لمحلات العطارة سيشاهد عشوائية البيع في محال تجمع بين مستحضرات التجميل ومواد التطبيب والعلاج واحتياجات المطبخ من البهارات والقهوة وأنواع العسل والحلويات!!. أي عبث هذا وأي جهة سمحت لهم بذلك!!؟ اليد التي تمسك المستحضر من أجل بيعه للزبون نفسها اليد التي تزن القهوة والبهارات وأنواع المشروبات!!. محلات ضيقة جداً، الأشياء فيها متراكمة مرصوصة فوق بعضها بعضاً. صناديق القهوة والبهارات وأنواع المشروبات أسفل الأرفف!! من يضمن عدم تلوثها ببعض!؟ من يضمن عدم انتهاء الصلاحية؟ الأسواق الشعبية أغلب مرتاديها بسطاء، وضعهم المادي محدود بالتالي لا يعنيهم عشوائية محلات العطارة وبيعهم كل شيء يستهلكه الإنسان في مكان واحد ضيق للغاية. أدعو القراء لكتابة عبارة: محلات العطارة في قوقل - صورة ثم مشاهدة وضع تلك المحلات وطريقة تراكم الأشياء المعدة للبيع ونوعية الأشياء فيها!!.
حدث أن قام برنامج الثامنة للأستاذ: داود الشريان بعمل تغطية لعشوائية محلات العطارة ذكر فيها أن 45% من تجارة الأعشاب في المملكة تقوم على أعشاب غير صالحة، و75% من ضحايا الخلطات الشعبية يعانون من أمراض الفشل الكلوي والكبدي، ومع هذا ما زالت محلات العطارة تمارس بيع ما لديها بكل جرأة، أغلب ضحاياها من النساء البدينات أو الهزيلات أو السمراوات ظناً منهن أن لدى المحل ما يعالج لها مشكلتها. لكن الحقيقة خلاف ذلك.
محلات العطارة أكثر المحلات بحاجة لمراقبة مكثفة من قِبل هيئة الغذاء والدواء، حيث هناك أشياء ومستحضرات ومواد تُباع دون أن تمر على الهيئة بالتالي تفسحها أو لا تفسحها. لماذا السكوت على محلات العطارة؟ لماذا هي منتشرة؟ من ساهم في انتشارها؟ لا شك أنها ضعف الرقابة بجانب أنها تجارة رابحة مليون بالمائة وسط فئة في مجتمعات تبحث عن العلاج السريع وتغريها الأكاذيب وادعاءات أصحاب هذه المحلات بأن هذا المستحضر يعالج كذا وذاك يعالج كذا، بمعنى أن كل مشكلة تأتي المرأة تعاني منها يعطيها العطار علاجاً لها كما لو كان هذا العطار مستشاراً متخصصاً لجميع الأمراض!! وعلى عينك يا وزارة التجارة ووزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء!!.