ناصر عبدالله البيشي
قال أحد الحكماء.. ذقت الطيبات فلم أجد أطيب من العافية، وذقت المرارات فلم أجد أمرّ من الحاجة إلى الناس، ونقلت الحديد فلم أجد أجد أثقل من الدَّين. وعن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة.
كلامي هذا موجه للمرة الثانية لمسؤولي الأندية الرياضية. أقول لهم هل يليق بمن يعملون تحت إداراتكم أن تؤخر عنهم صرف مستحقاتهم لأكثر من عام، حقاً إنه قمة الظلم بحق هؤلاء الرجال الذين تغربوا عن أوطانهم تاركين أسرهم خلفهم من أجل البحث عن لقمة العيش الحلال. ومن وجه نظري يشاركني في ذلك أصحاب القلوب الرحيمة. أقول إن ما يلاقيه هؤلاء العاملون في الأندية من الوافدين صعب من حيث تأخير صرف رواتبهم وحرمانهم من حقوقهم المالية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة.. رجل أعطى ثم غدر، ورجل باع حُراً فأكل ثمنه.. ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره». وكما قيل إن الشخص الذي لا يهتم بالآخرين هو أحق الناس بمعاناة شدائد الحياة.
وأعتقد أن إعطاء الناس حقوقهم وقضاء حوائجهم دليل على حسن السيرة والسريرة، والسعي إلى إعطاء الناس حقوقهم كاملة هو من أسباب نجاح العمل (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه). والحديث الآخر (هل تنصرون إلا بضعفائكم) أخرجه البخاري. إذاً ومن هذا المنطلق أقول لمسؤولي الأندية: اتقوا الله في هؤلاء الإخوان الوافدين العاملين في بلد الخير والعطاء، اصرفوا مستحقاتهم المتراكمة لأكثر من عام قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله عز وجل فاليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل.
اتقوا الله فيهم فهم لديهم أسر وأطفال يريدون إدخال الفرحة إلى قلوبهم.
اللاعب فؤاد أنور .. لن ننساك
للمرة الثانية باسم كل الشبابيين وبالذات المخضرمون الذين عاصروا هذا اللاعب وعاشوا معه أفراحه في بدايات التسعينات.
نعم.. يا فؤاد لن ننسى لك تضحياتك وإخلاصك ورفاق دربك الذين أعدتم نادي الشباب إلى منصات البطولات بعد التوفيق من الله عز وجل وتضافر الجهود، كلمة حق نقولها لقد ترك هؤلاء اللاعبون بصماتهم على البطولات الشبابية من خلال أدائهم الرجولي وإخلاصهم للشعار الذي يرتدونه. هذا هو اللاعب الدولي فؤاد أنور الذي له شرف تمثيل منتخب بلاده في كثير من المحافل القارية والدولية. لقد فرض هذا اللاعب احترامه على الآخرين نظير ما يتمتع به من أخلاق حسنة سواء داخل الملعب أو خارجه، لقد كنت المخلص الوفي للشعار الذي كنت ترتديه. وكلمة حق لا بد من قولها لقد تركت أنت وزملاؤك اللاعبون الذين لن ننساهم مهما طال الزمن وبعد المسافات، تركتم أثراً، كيف لا وأنتم الذين أعدتم الفرحة والبسمة والفرحة إلى شفاه كل الشبابيين، وهذا لا يختلف عليه اثنان.
فؤاد أنور اللاعب الذي يعد من ألمع نجوم الكرة السعودية والخليجية والعربية، إنه الأشهر والأكثر تميزاً بين اللاعبين السعوديين صاحب الأهداف الأسطورية في هولندا والمغرب. وكما قال شاعر الشبابيين:
في فؤاد الليث يا حلو النشيد
والنشيد إن قيل في غيره سراب
أولويات خاصة باللاعب فؤاد على مستوى الفريق الوطني. كأس العالم للناشئين في أسكتلندا عام 1988م، كأس العالم للصداقة للشباب.. مسقط 1990م. التأهل لكأس العالم في أمريكا 1994م، تسجيل هدفين في نهائيات كأس العالم 1994م في مرمى هولندا 1-2، المغرب 1-5، تصفيات القارة الآسيوية اليابان 1992م، كأس دورة الخليج الأخيرة في أبوظبي 1994م.. هداف دورة الخليج 1994م.