خالد مساعد الشراري ">
يؤلمنا ما نراه ونحن نعلم أنه أمر منافٍ لتعاليم ديننا.. نعلم أنه أمر لا ترضاه العقول الرشيدة.. نعلم أنه أمر تناسينا به ما كانت به جزيرتنا من فقر وقحط.. ونعلم ما مر به أجدادنا من سنين عجاف لا يجدون به قوت يومهم.. يؤلمنا والله ذلك البذخ الذي جعلنا لا نستغرب أن نجد أكوام الأطعمة واللحوم بحاويات النفايات.. نجدها فائضًا من بذخ فقط لمناسبة قد لا تستحق أقل القليل..
نعم الكرم أمر محبب.. الكرم شيء نفخر به ونمجد صاحبه، ولكن ليس هكذا وما هكذا تورد الإبل، أمر آلمنا حين يكون بإسراف وكأنه تحدٍ لكل تعاليمنا الإسلامية التي تدعو إلى عدم الإسراف وأن نقتصد بما ننفق وتحدٍ للقيم والأعراف تلك التي تدعونا لخلق يلتزم بكل ما هو به حديث عقل وفعل رجولة وحكمة..
وآلمنا أكثر حين كان البطر بالنعم والازدياد في الإنفاق بغير حق ودون مناسبة وإظهار الكرم بغير صوره وبغير ما يكون حين رأيناه عطرًا يسكب على الأيدي غسلاً ليكون بدلاً من الماء، هنا يزداد ألمنا هنا نشعر أنهم أناس لا يعلمون أن حولهم فقراء جياعًا وأن البعض لا يجد فتات خبز يابس.. ينثر «الهيل» عنونة للكرم وتوضع النقود لتكون «تبهيرا للدله» وأخرى توضع «علفًا» للإبل.
ما هذا..؟!
أي سخط ننتظره بعد ذلك.. وكيف يكون النكران هو لنعم الله، الكرم ليس هكذا..الكرم الحقيقي أن تنفق على فقير، أن تحتضن يتيمًا، أن تكون جودًا بما تجد، أن تكون جودًا بما قل.. الكرم أن نعلم أنه ليس بذخًا ولا حب ظهور إنما هو كرم أريد به وجه الله ولله.. يؤلمنا الأمر ونمقته حين يكون من جهلة لا يعلمون كيف يكون الكرم.. لا يعلمون أن فعلهم قد يهلكنا بغضب من الله.
ومن هنا والحال بهم هكذا يجب أن يوضع لهم الحد الذي يجعلهم يعودون لرشدهم فإن كان لديهم المال قد فاض فيجب أن يحجر عليهم من الراشدين ممن هم بقربى وإن لم يوجد لديهم عقلاء فيحجر عليهم من جهة رسمية إن لم يكن منهم الانصياع للأمر بالعظة والموعظة والكلمة الحسنة.