أ. د.عثمان بن صالح العامر
نشرت «الرياض» في «دنيا الرياضة» يوم الثلاثاء الماضي خبر تقليص عدد الأندية السعودية من مائة وسبعين نادياً «170» إلى تسعين نادياً «90» فقط ، وتضمن الخبر أنّ لجنة تحديد عدد الأندية السعودية التي انبثقت من لجان تطوير الرياضة السعودية المعلنة من الرئيس العام لرعاية الشباب، صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن مساعد، ارتأت السماح للأهالي بالاستفادة من مقرات الأندية بعد التنسيق مع إمارات المناطق والمحافظات، ومن هذا الباب أرى أنّ هذه فرصة سانحة لتحقيق ما سبق وأن كتبت عنه مراراً وتكراراً في هذه الزاوية» الحبر الأخضر» - ومن منطلق وطني صرف - عن أهمية نشر فكرة «مراكز الأحياء»، ونقلها من المدينة إلى المحافظة والقرية، فهي - في نظري - من مشاريع الخير الرائدة والرائعة في بلدنا المعطاء، يحتضنها اليوم عدد من الجمعيات الخيرية التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية المنتشرة في مناطق المملكة العربية السعودية المختلفة، وللتاريخ فهي تُعدّ - أعني مراكز الأحياء - فكرة وتطبيقاً من مآثر صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز آل سعود، كما أنها كانت آخر وصاياه قبيل وفاته، فهو- رحمه الله - من سنّ هذه السنّة الحسنة وأسس لها حين كان أميراً لمنطقة المدينة المنورة، وكما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيكون له - بإذن الله - أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن طيبة الطيبة انتقلت الفكرة على يد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز - حفظه الله - إلى منطقة حائل حين كان أميراً لها آنذاك، ثم المنطقة الشرقية ومنطقة مكة المكرمة وأخيراً منطقة الرياض..
لقد كتبت هنا يوم الثلاثاء 18- أغسطس 1 2015م مقالاً عنونته «الرئيس العام لرعاية الشباب.. أناشدكم» أما وإنّ هناك توجهًا لشطب قرابة نصف الأندية السعودية، وترك شباب هذه المؤسسات الرسمية المتوخى منها احتواء هؤلاء النشء وملء فراغهم بالنافع المفيد، فإنّ المناشدة والأمل معقودان بعد الله على معالي وزير الشئون الاجتماعية الدكتور ماجد القصبي في تفعيل جمعيات مراكز الأحياء وتطوير التجربة بعد دراستها وتقويمها، ومن ثم نشرها في جميع مناطق المملكة «المدن والمحافظات والقرى»، بعد التنسيق مع إمارات المناطق والمحافظات، والاستفادة من الكوادر المؤهلة في قطاع التعليم، خاصة في ظل الدعم غير المحدود مادياً ومعنوياً للقطاع التنموي الثالث «الأهلي الخيري» من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، مع العلم أنه سبق وأن نوقشت التجربة «مراكز الأحياء» في اجتماع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بأمراء المناطق قبل سنوات . ولعل من الأهمية بمكان الإشارة هنا إلى وجوب ارتباط فعاليات عمل المراكز الأهلية الخيرية المقترحة بمنطلقات مقام وزارة الداخلية الموقر وإستراتيجيتها الأمنية الشاملة التي تقوم على عدة اعتبارات، من بينها اعتبارات يمكن للجمعيات الأهلية الإسهام فيها كـ:
- الحفاظ على مكتسبات ومقدرات الوطن التي يُعَد الإنسان أهم مقوّماتها.
- رفع مستوى الوعي الأمني المجتمعي عن طريق تنمية الحس وحفز الشعور بالمسئولية لدى أفراد المجتمع.
- نشر الوعي الأمني وتنميته لدى كافة شرائح السكان، مع مراعاة اختلاف مضامين هذا الوعي باختلاف الفئات العمرية والمستويات التعليمية في جميع الأحياء.
- تحقيق الأمن الفكري بمعالجة السلوكيات والمفاهيم الخاطئة وغرس وتنمية المفاهيم السليمة التي تقف ضد الإرهاب والتطرف والانحراف والفساد.
- استثمار الأنشطة، والمناسبات الاجتماعية التي يقيمها الأهالي في دعم تنمية الاتجاهات والقيم الداعمة لأمن الوطن والمواطن.
- إسهام لجان الشباب بالمركز في تنمية الوعي المروري بوصفه أحد محاور الأمن الشامل.
- إسهام لجان إصلاح ذات البين في معالجة الكثير من القضايا المتعلقة بالأمن الأسري.
- تقديم الرعاية الاجتماعية للأحداث وذوي الحاجات الخاصة بالقرية أو المحافظة والمدينة، مما يكرس لديهم قيم المواطنة الصحيحة ويحد من اتجاهاتهم السلبية.
والهدف الأساس والرئيس من هذه المراكز الأهلية الخيرية يتمثل في احتواء الشباب والفتيات واستغلال أوقات فراغهم، ورعاية مواهبهم وتنمية قدراتهم، على أن يشرف على هذه المراكز، ويدير أنشطتها الموثوق بهم من أبناء الوطن المخلصين الصادقين في انتمائهم والمعروفة توجهاتهم الفكرية، دمتم بخير وتقبلوا صادق الود وإلى لقاء والسلام.