عبد الكريم الجاسر
بعد صدور قرار الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد بالموافقة على طلب نادي الهلال والنصر بالحصول على قرض بنكي بضمان الرئاسة العامة لرعاية الشباب ظهرت العديد من الآراء بين مؤيّد ومعارض وسمعنا الكثير من الآراء التي تؤكّد أن أصحابها يبحثون عن توجيه اللوم للرئاسة دون فهم لحقيقة هذه الديون والفائدة منها.
أنا هنا لست بصدد الدفاع عن الرئاسة وقرارها ولكنني أود أن أوضح فهمي لمضمون هذا القرار والجدوى منه.. فالمعني بالأمر أولاً وأخيراً هو النادي وإدارته.. وهؤلاء بالتأكيد محل ثقة جماهيرهم وأعضاء شرفهم وثقة الرئاسة التي وافقت على توليهم مسؤولية قيادة الأندية.. ولذلك فالثقة لا تتجزأ فإما ثقة بهم وقراراتهم أو لا توجد ثقة نهائياً وهنا يجب أن يتنحوا عن مسؤوليتهم.. ولذلك فهم المعنيون أولاً وأخيراً بمصلحة ناديهم وهم المسؤولون أمام الجميع عن ذلك وما حصل هو طلب قرض يتم تسديده من حقوق هذه الأندية لدى الرئاسة واتحاد الكرة.. تماماً كما يحدث للموظف الذي يطلب قرضاً شخصياً من أحد البنوك فيطلب البنك خطاباً من مرجعه يفيد بعدم تحويل الراتب من هذا البنك إلا بخطاب من البنك يفيد بإخلاء مسؤولية الموظف وتسديده للقرض المستحق عليه.. هذا هو دور الضمان الذي قدّمته الرئاسة للبنوك لكنها لم تكتف بذلك، بل قامت بوضع العديد من القيود على صرف هذه المبالغ الذي لن يتم إلا من خلال لجنة من ممثلين للنادي والرئاسة وأحد أعضاء الشرف حتى يستطيع النادي صرف أي مبلغ من هذا القرض وفي أي اتجاه.. وهذا أمر تشكر عليه الرئاسة بإشرافها المباشر على الصرف وتقييده رغم أن ذلك ليس مسؤوليتها المباشرة..
نعود للقرض والفائدة منه، وهنا مربط الفرس؛ فالمبالغ القادمة ستسدد ديوناً متعثرة والأندية غير قادرة على الوفاء بها واستمرارها سيجعلها معلقة ربما لسنوات طويلة دون حل في حين أن تسديده من هذا القرض يعني أن النادي سيتدبر أموره الأخرى عبر مصادر دخل أخرى وبالتالي عدم تأثر النادي بشكل مباشر لأنه سيقبل على ترشيد الإنفاق وعدم الدخول في صفقات لا يحتاجها وكذلك الحرص في التعاقدات سواء مع المدربين أو اللاعبين الأجانب للبحث عن الأفضل فنياً والأوفر مادياً لأن ميزانيته ليست مفتوحة ولا يستطيع مسايرة رغبات بعض الجماهير أو الشرفيين في التعاقد مع هذا اللاعب أو ذاك أو استبدال هذا الأجنبي والبحث عن غيره وهكذا وهذه فائدة مهمة لتغيير طريقة العمل في الأندية ومسايرة الواقع الذي يقول إن الأندية مفلسة فعلياً ولا تستطيع الصرف بنفس الطريقة السابقة وعلى الجماهير والإعلام الاقتناع بذلك وعدم مطالبتها بما يفوق طاقتها..
** الجانب الآخر لتسديد الديون أنه سيزيح عن كاهل الأندية والكرة السعودية عموماً معاناة طويلة من الالتزام مع الأندية الأجنبية واللاعبين الأجانب وما يصاحب ذلك من سمعة غير جيدة ارتبطت بقدرة الأندية مادياً ووفائها بالتزاماتها تجاه الآخرين وهذا القرض القادم سينهي هذه المعاناة بكل تأكيد وسيحسن سمعة أنديتنا خارجياً ويكفينا عناء القضايا والمطالبات..
ولذلك أعتقد أن هذا الحل هو الأقل سوءاً والأكثر ملاءمة في الفترة الحالية.. وما زلنا ننتظر أن تقوم الأندية فعلياً بترشيد مصروفاتها ونفقاتها عبر العقود الموقّعة مع لاعبين كثر لا يستحقون المبالغ المدفوعة لهم، وكذلك محاولة الاستفادة من أي لاعب أجنبي ما زال مرتبطاً مع النادي كما فعل النصر حالياً مع البرازيلي ماركينوس وقبله الهلال حين أعاد هرماش مجدداً الموسم قبل الماضي.. فالأندية أمام أمرين أحلاهما مر: إما الخضوع للعقوبات والمشاكل الخارجية مع الدائنين أو حل هذه الديون بمبالغ القروض وتخفيضها تدريجياً والتخلص منها إلى الأبد!
لمسات
* لأن العمل في اتحاد الكرة ارتجالي وبطريقة بعيدة عن الاحترافية وعلى طريقة المراسلة عن بعد فقد تم تعيين المحامي خالد البابطين رئيساً للجنة الانضباط دون أن يكلّف أحد من اتحاد الكرة نفسه عناء إجراء مقابلة شخصية معه ومع المرشحين الآخرين لاختيار الأنسب ومعرفة منطقهم وفكرهم وعقليتهم قبل أن تقع الفأس بالرأس!
* * *
** قرار الإدارة الهلالية استمرار الرباعي الأجنبي لنهاية الموسم دون تغيير.. قرار حكيم وصحيح للأمير نواف بن سعد ومدرب الفريق.. فالهلال لديه الأفضل حالياً حتى وإن كانت الطموحات بالأفضل من البعض فهذه سنّة الحياة ولا يمكن ضمان الكمال في كل الأحوال.
* * *
** المدرب الهلالي دونيس رفض بشدة دفع أي مبالغ كبيرة في تعاقدات جديدة ليس الفريق في أمس الحاجة لها.. مؤكداً أنه بالفعل مدرب محترم بكل ما تحمله الكلمة من معنى يهمه النادي ومصلحته أكثر من البحث عن مبررات وصفقات الوهم للجماهير والمسؤولين.
* * *
** مؤسف جداً ما حصل للاعب الأهلي الهولندي المغربي مختاري في مطار الملك عبدالعزيز بجدة حيث لم يبلغ باستبعاده عن المعسكر الخليجي سوى عند المغادرة وفي المطار قبل السفر بلحظات.