الأدب في قنواتنا الإعلامية: تجارب وشهادات بأدبي الرياض ">
الثقافية - محمد المرزوقي:
تقيم «الجمعية العلمية السعودية للأدب العربي» بالتعاون مع نادي الرياض الأدبي الثقافي، بمقر النادي، ندوة تحت عنوان: (الأدب في قنواتنا الإعلامية: تجارب وشهادات) مساء يوم الثلاثاء 2 فبراير 2016م يشارك فيها الزميل الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي، مدير التحرير للشؤون الثقافية؛ والأستاذ عبدالعزيز بن فهد العيد، المشرف على القناة الثقافية السعودية؛ والأستاذ محمد بن عبدالعزيز الخنيني، من إذاعة الرياض، ويديرها أمين الجمعية الدكتور عبدالله أحمد حامد.
وفي تصريح خاص لـ(المجلة الثقافية) أوضح د. حامد أن الندوة ستطرق جملة من المحاور الرئيسة في سياق هذا العنوان، من خلال تجارب وشهادات المشاركين، التي سيكون ضمنها: واقع الأدب في قناتكم الإعلامية، الآليات التي يتم من خلالها اختيار النصوص والبرامج، المستقبل والطموح في ظل المنافسة التقنية الحديثة، نصيب الأدب في المملكة من قناتكم الإعلامية، التجارب الخاصة مع الأدباء والمثقفين.. وواقع المحررين والمراسلين والمذيعين الثقافيين.
وأشار أمين الجمعية إلى أن الشهادات ستتناول الآليات التي يتم بها تناول الموضوعات الثقافية، والرؤى المستقبلية في سياق تقديم الأدب عبر الصحافة والإذاعة والتلفزيون، إضافة إلى بعض التجارب الشخصية في سياق كل وسيلة، في ظل العديد من المستجدات الثقافية، التي يأتي ضمنها النقد الثقافي، والخطابات الجديدة التي أصبحت تدرس الظواهر الهامشية في المجتمع، التي يرى حامد أنها خطابات يمكن الاستفادة منها، ومن ثم توظيفها في الوسائل الإعلامية التي تعنى بالجوانب الأدبية والثقافية.
أما عن مستوى الدور «الثقافي» المناط بوسائل الإعلام (المؤسسي) في مقابل ما تجاوز التدفق المعلوماتي، إلى ما يشبه تدفق وسائل التواصل المجتمعي قال حامد: هذا يشكل اليوم أكبر التحديات للوسائل الإعلامية المؤسسية في شتى المجالات، وفي جوانب الشأن الثقافي تحديداً، مما يشعرنا اليوم بالنظر إلى واقع هذه الوسائل، أننا نقف أمام مأزق كبير تجاه ما يجب أن تقوم به وسائل الإعلام المؤسسية صحافة وإذاعة وتلفزيون، مؤكداً على أن التجارب والشهادات الإعلامية في هذا الجانب مما يثري ويفيد في سياق استثمار التجارب وتكاملها لاستشراف رؤى إعلامية للنهوض بالدور الثقافي في وسائل الإعلام، في ظل ما نشهده من تحولات ثقافية وإعلامية.
وفيما يتصل بالدور الثقافي المؤسسي بينما هو «نخبوي» وما هو «جماهيري» قال أمين الجمعية: إذا ما أمكننا أن نقول إن هناك ثقافة رسمية، وأخرى غير رسمية، فإنني أتصور أن هناك تداخلاً كبيراً بين ما هو نخبوي، وما هو غير نخبوي، لكون الخطابات الثقافية تداخلت بشكل كبير جدا، فالنخبوي في السابق كان له خطابه الرسمي الذي يشعر فيه بـ(الأنا) التي توجهه، أما اليوم في ظل هذه المتغيرات، فقد تحول النخبوي إلى إنسان عادي، إذ ربما استطاع شاب في وسائل التواصل الاجتماعي، أن يوجه عبرها رسائل، قد لا يستطيعها النخبوي المغروس في النخبوية أن يوصل رسائل موازية لها.
وعن مقدرة استفادة ما وصفه حامد بـ(الثقافة الرسمية) عبر هذه التحولات.. أشار إلى أن هذا النوع من الثقافة عبر التاريخ، كان ينظر إليه بعين الإكبار، إذ كان له حضوره الكبير، متسائلا: هل سيظل هذا النوع من الثقافة في أبراجها وتبقى في حصونها مع كل هذه المتغيّرات؟! مشيراً في هذا السياق إلى أن هناك تداخلاً واضحاً بين هذه الثقافة بوصفها رسمية وما هو غير رسمي، مما سيجعلنا نقرأ خطابات جديدة ممزوجة بتماهيات من كلتا الثقافتين.
وفي تقدير أمين الجمعية العلمية السعودية للأدب العربي لقدرة المحتوى الثقافي في وسائل التواصل المجتمعي على التأثير في الخطابات الثقافية التي تنتجها المؤسسات الإعلامية الثقافية.. قال: لا بد أن نقر بأن الخطابات الثقافية التي ترتهن إلى مؤسسة ثقافية، أنها إلى حد ما خطابات تقليدية، فالمؤسسات الثقافية كما نعلم لها كياناتها، ومن ثم آلياتها الخاصة بها، ولها - أحياناً- ثوابتها التي لا يمكن أن تتجاوزها، إلا أن المحاولات الفردية التي تخلع - لا تتصادم أو تتخلى عن أهدافها - رداء المؤسسات، هي عادة التي تنتج وتبدع، بحيث يبقى الأكاديمي - مثلاً - أسيراً للمؤسسة الأكاديمية، بشروطها واحترازاتها، فإنه - في رأيي - لن ينجح، إلا في حدود نماذج قليلة، مقارنة بمن يعمل وينتج من خلال الإخلاص للمعرفة فحسب، فإنه من سيكون مثاراً للأسئلة، والإضافة، والعطاء الثقافي.