عروبة المنيف
على الرغم من الأزمات المتعددة التي تعصف بالمملكة سواء كانت أزمات سياسية أو اقتصادية أو إعلامية، تطل علينا تلك الأزمات الاجتماعية لـ»تزيد الطين بلة» وكأن المزاج العام قادر على التعامل مع ذلك الغباء الاجتماعي والسلوك غير المنضبط في هذه الحقبة الزمنية الحرجة في تاريخ المملكة إلى الحد الذي انطلقت فيها الصرخات مطالبة وزارة الداخلية بالتدخل وسن القوانين الملائمة لمعاقبة أولئك «المضطربين» من أجل إيقافهم عند حدهم.
تمر المنطقة العربية عموماً بتوتر إقليمي لم تشهده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحصول معظم الدول العربية على استقلالها، فالأزمة السياسية التي خلقتها إيران بتدخلها السافر في العديد من البلدان العربية تفاقمت إلى الحد الذي أدخل الروس إلى سوريا بهيئة محتل و»على عينك يا تاجر».
وما تبع ذلك من أزمات اقتصادية عصفت بالجميع بعد انهيار أسعار البترول واشتعال حرب سعرية بين المنتجين الأساسيين،ولا يوجد في الأفق أي بوادر لإخماد تلك الحرب أيضاً، فالعلاقات السياسية في أوج تأزمها إلى الحد الذي تم فيها توظيف الإعلام وبقوة كوقود لمزيد من ذلك التأزيم والاشتعال بين الأطراف الدولية ذات العلاقة ولا سيما السعودية وإيران. ومع استمرار التأزيم الإعلامي الممنهج يبرز الدور الخطير الذي يلعبه الإعلام في توجيه الرأي العام العالمي واستخدام بعض الأحداث الداخلية كوقود لإشعال الفتيل والتحريض، فأي حدث سلبي سواء كان داخليا أو خارجيا يتم استغلاله إعلامياً ليصب في صالح العدو.ولا يخفى علينا الدور الذي تلعبه الآلة الإعلامية التي تشنها إيران ومليشياتها ضدنا من خلال الحرب الإعلامية المستعرة التي تعتبر من أقوى الأدوات المعاصرة في توجيه الرأي العام ومحاولة الاصطياد في الماء العكر وتشويه صورة المملكة في المحافل الدولية. وعلى الرغم من كل تلك الضغوط والأزمات المحلية والعالمية والتحديات الاقتصادية والسياسية تسعى الدولة جاهدة للقيام بواجبها في حماية حدودها وحماية اقتصادها من الانهيار بحشد كافة الجهود لضمان أمن واستقرار ورفاهية المواطنين والمقيمين.
مع تلك الأجواء المشحونة والمتأزمة يحلو للمشاكسين أن يخلقوا فوضى مجتمعية في محاولة لتسليط الأضواء عليهم من خلال سلوكيات غير مسئولة يقوم الإعلام المعادي باستغلالها لصالحه وتعميمها على المجتمع ككل للأسف، فمن يكفر بالنعمة ويهينها لا يمثلني ومن يغير اسم ابنه «الذي لا حول له ولا قوة»بهدف إكرام ضيفه»، لا يمثلني ومن يدفع بطفله للموت بجعله يقود السيارة ويقتني السلاح ويشجعه على العنصرية المقيتة، لا يمثلني ومن ينحر رقبة ولده ليغتسل ضيفه بدم ابنه أيضاً لا يمثلني، وهذا غيض من فيض، ممن يستعرضون في تصوير تلك الممارسات غير السوية وينشرونها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي!.
تلك المقاطع والسلوكيات لا تمثل سوى أصحابها فلا تعمم ولكن في خضم تلك الأزمات التي تعصف بنا يحلو للأعداء استغلال تلك الانحرافات السلوكية الفردية لتشويه صورة مجتمع بأكمله.إن الإعلام سلاح ذو حدين فبالحكمة المجتمعية نستطيع قطع الفرصة على الأعداء والخروج من تلك الأزمات بأقل الخسائر،فتصوير تلك المقاطع وترويجها تعتبر من أقوى الحملات الإعلامية ضدنا، فالدول لا ينقصها ذلك «الهياط» إذ إن «اللي فيها كافيها» ومن لم تردعه وطنيته في التصرف اللائق واحترام انتسابه لوطن يسعى جاهداً في سبيل حمايته واستقراره وازدهاره وجب تطبيق نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية ضده، فجميع تلك الممارسات تعتبر اختراقات تؤثر على السلم الأهلي وجب لجمها وكبح جماحها.