فادي إبراهيم الذهبي ">
إن هناك دوراً مهماً وفعَّالاً تحتله صناعة التعدين في المملكة والكشف عن المعادن وإعادة تصنيعها والاستفادة منها لخدمة الاقتصاد الوطني وتنمية الناتج المحلي وإثراء العلم والمعرفة للمهتمين بالنواحي الجيولوجية والمهتمين بلغة الصخر، وقد كان لكل من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية ووزارة البترول والثروة المعدنية الدور الريادي والأبرز في هذا المضمار وفي رسم الصورة النموذجية والفكر التوعوي لأهمية الجيولوجيا والمعادن في المملكة العربية السعودية، وأنواع المخاطر الجيولوجية مثل: مخاطر البراكين ومخاطر الفيضانات ومخاطر الشقوق والانخسافات الأرضية إلى غير ذلك من المعلومات التي تشعر أننا في تغيب عنها وكيف استطاعت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الاستفادة من غبار الإسمنت لتصنيع الزجاج على سبيل المثال.
أعتقد أننا بحاجة إلى المزيد من المعرفة عن الصخور والرمال والثروات المعدنية والحجرية في المملكة وكيفية الاستفادة منها وطرق التنقيب ومعرفة الخصائص لكل منها أعتقد أن هذه التوعية العلمية يجب أن تكون بتضافر جهود بين هيئة المساحة الجيولوجية السعودية ووزارة البترول والثروة المعدنية ووزارة الاقتصاد والتخطيط من جهة وبين مختلف الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية من جهة أخرى؛ لأن المملكة العربية السعودية مختلفة بتضاريسها بين منطقة وأخرى، وهذا الاختلاف أو التنوّع الجغرافي يؤدي إلى اختلاف نوعية معادنها ورمالها وصخورها من منطقة إلى أخرى.
فالتعدين يمثِّل ثروة حقيقة ومصدر دخل لا يستهان به، لذلك لا بد من الإمعان في الفكر التعديني وإنشاء مرافق إدارية ومالية وعلمية تدعم صناعة التعدين في المملكة مثل بنك تسليف خاص بالمعادن أو الصناعة المعدنية التي تعمل على تنمية الثروات المعدنية واستثمارها بشكل مثمر وفعَّال، ومن خلال مناقشتي مع بعض المختصين بالثروة المعدنية والصخرية وجدت أن واحدة من أكثر المعوقات هي عملية النقل للخامات المستكشفة إلى المدن الصناعية لإجراء عمليات التكرير والمعالجة والتصنيع، إضافة إلى النقص في الكوادر البشرية المؤهلة فقد يتطلب ذلك إنشاء معاهد وكليات متخصصة في أمور التعدين واستكشاف الثروات المعدنية والصخرية وذلك لإنشاء جيل من المهندسين والتقنيين المتخصصين في مجال صناعة المعادن.
وفي الحقيقة هناك عدة أسئلة تدور في خاطري فأنا لست جيولوجياً، بل إعلامي أكاديمي لكنني من خلال قراءاتي الأخيرة استطعت تكوين رؤية بسيطة عن نطاق التعدين قد يشمل فتح ودعم باب السوق المعدني والصخري في المملكة للاستثمار؟ وهل يفضل استثماره محلياً فقط أم نبدأ في التصدير والاستثمار الدولي؟ هل هناك توعية مجتمعية عن دور المعادن في الرقي الاقتصادي؟ وهل الدور مقصور على الأكاديميين فقط؟ وما هو دور التعدين في حياتنا اليومية؟ وما هو دور التعدين في المصانع؟ أسئلة كثيرة تجوب خاطري.. أتمنى أن يكون هناك مركز معلومات يثرينا وذلك للإسهام في تطور وتوعية الفكر التعديني.