د.هلال محمد العسكر ">
تعلموا فن التعامل مع الموظفين الأكبر سنا، فقد تصبحون يوما ما مديرين ترثون عددا كبيرا من العاملين الذين يقتربون من سن المعاش، أو تخطوه بالفعل. فالواقع في أغلب دوائر الأعمال هو أن متوسط أعمار العاملين آخذ في الازدياد، وأي شخص جديد في مجال الإدارة سيتعين عليه أن يفكر مليا في كيفية إدارة العاملين الأكبر سنا.
يمكن أن يكون التعامل مع الموظفين من كبار السن والخبرة تحديا صعبا بالنسبة للمديرين الشباب، وقد يرتكبون الكثير من الأخطاء، ولكن للمضي قدما في إدارة بيئة عمل كهذه ننصح بالتالي.
النصيحة الأولى: مهما تعتقدون أن لديككم طريقة أفضل للقيام بشيء ما، عليكم أن تتعلموا أن تحترموا العاملين الأكبر سنا، وأن تحترموا حقيقة أنهم تمكنوا بالفعل من تطوير نظام عمل خاص بهم، فاسمحوا لهم بالقيام بالأمر بطريقتهم، وأظهروا لهم الاحترام.
النصيحة الثانية: إياكم واللجوء إلى استخدام نمط الإدارة الذي تستخدمونه في التعامل مع أبناء جيلكم، لأن ذلك ليس بالضرورة هو أفضل منهج للتعامل مع كبار السن.
النصيحة الثالثة: تجنبوا التعقيب اليومي على أعمال كبار السن، لأنهم ينظرون إلى ذلك الأمر على أن نقد شخصي وتدخل في أعمالهم؛ فهم ليسوا كالشباب يفضلون الحصول على تعقيب مستمر على أعمالهم.
النصيحة الرابعة: احذروا مع كبار السن استخدام نظام ساعات العمل الأقل انتظاما، وأيضا العمل في مساحات مفتوحة داخل بيئة العمل، فهم لا يفضلون ذلك، وهي أمور يطلبها الشباب كثيرا.
النصيحة الخامسة: هناك تحد آخر يكمن في أن العاملين الأكبر سنا يشعرون بارتياح عند تحديهم لسلطة المديرين الأصغر منهم، وغالبا ما يكون ذلك منذ البداية، والتعامل مع ذلك ينبغي أن يكون من خلال تجنب التصادم معهم. وإظهار أنكم تحترمونهم، وتحترمون الخبرة التي يضيفونها إلى العمل؛ وسواء كنتم تعملون مع عامل تنظيف المكاتب، أو المدير التنفيذي، فإن أفضل نهج هو أن تشركوا ذلك الشخص في العمل على المستوى الشخصي، كما أن ذلك الشخص لن يهتم بأهدافكم، أو يساعد في تحقيقها ما لم تكونوا قد طورتم معه علاقة جيدة، وطبعا الأمر ليس سهلا مع الموظفين الأكبر سنا، والذين لا تكون لديهم دائما نفس المحفزات والأهداف، مقارنة بأقرانهم من الموظفين الأصغر سنا ولكن المدير الذكي يستطيع ذلك..
النصيحة السادسة: أن برامج التدريب الإدارية التي قد يقيمها المديرون الجدد قد لا تكون مفيدة على الإطلاق بالنسبة لهؤلاء الذين يقتربون من سن المعاش، وبدلا من ذلك، قد يجد الموظفون من كبار السن قيمة أكبر في أن يُطلب منهم الإشراف على عمل الموظفين الأصغر سنا، حيث يعد ذلك أمرا مفيدا للعمل، لأن الموظفين الكبار سوف ينقلون المعارف المطلوبة بشدة لمن بعدهم.
النصيحة السابعة: حافظوا على الموظفين كبار السن الذين يملكون مثل هذه المواهب؛ لأن الموظفين من ذلك الجيل المخضرم يكونون أكثر ولاءً للجهة التي يعملون فيها، ويكون من غير المحتمل أن يتركوها للبحث عن وظائف جديدة، وإذا كنتم تبنون إدارتكم، أو أقساما فيها، على المدى البعيد، قد يكون من المربح أكثر أن تستثمروا في الأشخاص الذين جرى الاستثمار فيهم بالفعل داخل المؤسسة. وسيكون من المرجح أن ترون (نتائج) ذلك الاستثمار في الموظفين الأكبر سنا.
النصيحة الثامنة: لا تفترضوا أن الموظفين المخضرمين سيكونون أقل إنتاجا من أقرانهم الشباب، وإياكم الخطأ في رؤية ذلك النهج الأكثر تمهلا، على أنه نوع من البطء، لأن الموظفين ذوي الخبرة أعمالهم أسرع من غيرهم في أغلب الأحيان،.وهناك أيضا ما قد تعتبرونه مفاجأة أخرى في هذا الإطار، إذ غالبا ما يحقق الموظفون من كبار السن النجاحات الكبيرة التي تشهدها بيئات العمل.
النصيحة التاسعة: إذا كنتم تعتقدون أن أصحاب المشاريع يكونون دائما فوق سن الأربعين، فعليكم أن تفترضوا أن الموظفين كبار السن لديهم الكثير مما يستطيعون أن يقدموه لجهة عملهم، ففي الغالب، دائما ما تأتي الأفكار الكبيرة من كبار السن.
النصيحة العاشرة: استشيروا موظفيكم من كبار السن، فلا خاب من استشار؛ فهم بيت خبرة وحكمة، وقد يوفرون عليكم الكثير من الوقت والجهد والمال، وبغض النظر أخذتم برأيهم أم لم تأخذوا به، سيشعرون بالاحترام وتقدير المقام وهو ما يساعد كثيرا على ردم الفجوة بين الأجيال في بيئة العمل..
ختاما يجب الاعتراف أن الفجوة بين الأجيال في بيئة العمل كبيرة وخطيرة أحيانا، ولكن المدير الشاب الناجح يتغلب على ذلك، بالنظر للموظفين الأكبر سنا نظرة إيجابية ونظرة تقدير واحترام في كل الظروف والأحوال، وبالحرص على تشجيعهم لتقديم ما لديهم من درر الأفكار وعصارة الخبرات بنفس راضية ومرتاحة، وبتجنب تهميشهم أو التقليل من أهمية دورهم، لأنهم أهم مصدر للتعلم ولكونهم عنصر توازن مطلوب في بيئة العمل، هذا علاوة على أن إجلال الكبير من سنن الأنبياء ومن سمات أفراد المجتمع المسلم، وأن شباب اليوم هم كبار السن غدا.