د. خيرية السقاف
لو أنّ الشوق للغائبين قارب يُبحر بهم إلينا..
أو أنّ أديم أجسادهم مرسى لقارب المبحرين إليهم..
أو أنّ الأديم فوقهم مظلاّت, والحنين مطرٌ..
أو أنّ طيوفَهم حضورُهم, وأصداءهم أصواتُهم,
لكان الشوق باباً, والحنين بساطاً,
والذكريات فاكهة, والدموع ماءً..
ولغدت الذكريات معهم حاضراً لا يمضي..
والماضي معهم قادماً لا يتوارى..
واليوم بهم مدى, ومدداً, ومطراً, وفيضاً
وندى, وزهراً
ولبقي للحياة طعم الذي تركوه, ودفء الود الذي منحوه, وديمومة الذي بصموه..
الجزيرةالجزيرةالجزيرة
الآن, وحرفي يسابقه شوقي إليك,
اللحظة الأولى في صبح كالذي تواريت فيه عني,
كاليوم هذا يا نوارة هناك رحلتِ أنتِ..
لمكان لا أراكِ, وبُعد لا أصلكِ,
لم تتركي غير الشوق فليته كان قارباً,
وبحراً, ومرفأً, ومظلّة, وصوتاً, وحضوراً,
ليأخذ الحنين شكله المتجسّد في الحضور الذي لا يصمت.