محمد بن حمد البشيت
بعد مضي صبر سنوات على مضض من تفاقم التدخلات الإيرانية السافرة بالشأن السعودي خاصة والخليجية عامة والتي لم ينفع معها تواجد علاقة مبنية على الود والاحترام. الأمر الذي استوجب قطع العلاقة مع الجار الإيراني الضار, وذلك بعدما خابت كل المساعي الدبلوماسية لثني الجار الإيراني في بناء علاقات ودية معه كدولة من المفترض أن تحترم وتثمن الحقوق المرعية في عدم التدخل بشؤون الغير.. لكن الجار الإيراني أمعن كثيراً في غيه ونهجه التحريضي بعدوانية دائبة الحراك ضد الدول الخليجية, ظانة في زعمها أنها قادرة تسيد المشهد بالشرق الأوسط. وما هي بذاك من شيء فهي دولة هلامية صناعتها الحروب النفسية ولا تستطيع المواجهة. الأمر الذي سيترتب عليه دحرها بكل ما أوتي من قوة.. لذلك هي تستخدم وكلاء يقومون بالنيابة عنها في بث الفتنة والاضطرابات. وقد وصل بمن تحرضهم حمل السلاح في مواجهة الدولة للعبث بالأمن وقتل نفوس بريئة من الجنود وترويع الآمنين في مساكنهم وجوامعهم وفق مخطط إيراني أريد به تقويض الدولة السعودية. والذي ما أن تم القبض على هذه الخلية الإيرانية من الإرهابيين الـ47 وكلهم سعوديين موالين لطهران وليس ولائهم لبلدهم السعودية, فما جزاء من يفعل ذلك غير محاكمته وتطبيق الحكم الشرعي بحقه بصفته خائن لوطنه. فهؤلاء الخونة لوطنهم ومجتمعهم نالوا جزائهم عبر محاكمات عادله فتمت إدانتهم بجرائمهم حسب اعترافاتهم المثبة شرعاً. ونفذ بحقهم القصاص بأوامر قضائية شرعية لا غبار عليها, بما فيهم المجرم المتمرد نمر النمر, العميل الإيراني الدارس في قم والمتشرب الكراهية والحقد لبلده عبر دراسته بقم والإقامة بها سنوات والتشبع بالدجل والزيف الملالي.
هذا المجرم وأمثاله من المفسدين بالأرض استوجب قتلهم. فهاجت وماجت الغوغائية الإيرانية والذي من المؤكد أنه بإيعاز من حكومة طهران. في اقتحام وحرق السفارة السعودية الدبلوماسية في طهران والقنصلية بمشهد, نكاية بتنفيذ حكم القضاء الشرعي الصادر بحق هؤلاء العصابة الإجرامية الإرهابية.
وقبل أن تخمد النيران المشتعلة بسفارة السعودية بطهران وقنصليتها بمشهد استدعت السعودية على الفور السفير الإيراني وسلمته احتجاجا شديد اللهجة ليسلمه لحكومته. ولم تكتف السعودية بذلك وعندما ضمنت وصول بعثتها الدبلوماسية سالمة لدبي تم طرد السفير الإيراني والبعثة الدبلوماسية كاملة والتي عليها مغادرة السعودية خلال الـ48 ساعة. وتم إغلاق العلاقة السعودية الإيرانية بصدور بيان رسمي من المقام السامي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة إيران المارقة على المواثيق والأعراف الدولية.
ومما لاشك فيه بأن طهران دولة ثورية مارقة لا دولة مدنية. لا تعترف بكل المواثيق والأعراف الدولية رغم توقيعها على معاهدة فيينا للسلام والأمن الدوليين وفق ميثاق الأمم المتحدة الموقع في فيينا عام 1961م الكافل لسيادة كل دولة وعدم التدخل بشؤونها بما فيها ممثلاتها الدبلوماسية لدى الدولة المستضيفة لها. والحرص على حماية سفاراتها وقنصلياتها وعدم مداهمتها وتفتيشها, احتراما لها وللمواثيق الدولية فيما يليق بها كممثلات دبلوماسية لحكومات بلدانها. حفاظا على السلام والأمن بين هذه الدول مهما تباينت أنظمتها الدستورية والاجتماعية.
طهران دولة عدوانية مارقة بالطبع الغالب للتطبع. فهي راعية للإرهاب وهي ملاذ أمنا لأفراد القاعدة. ناهيكم عن دعمها لنبتاتها الخبيثة كحزب اللات بلبنان وحوثي اليمن وافتعال الاضطرابات بالبحرين والكويت وحتى في أفريقيا.. إنها الأخطبوط التي قطعت السعودية أرجله بالداخل السعودي وقطعت تمدده في اليمن وقريبا في سوريا.. وهذا هو مصدر جنونها الذي افقدها صوابها عبر صحفها وفضائياتها وحتى بعضا من الصحف اللبنانية والمصرية الموالية لها لا قلبا وإنما دولارا كأبواق كاذبة. باختلاف أقلامها وألوانها. الغارقة لأذنيها في تمجيد أعمال إيران العدوانية ليس في دول الخليج فحسب وإنما في الدول العربية, هؤلاء الحثالة لا نقيم لهم أي اعتبار فهم من باعوا ضمائرهم وبلدانهم من أجل مصالحهم الضيقة التي تزول بزوال المد والإمداد المالي كفقاعة صابون.
لقد أحسنت السعودية صنعاً في تطبيق الحق الشرعي بهذه العصابة الإرهابية ولم تلتفت للبروبوغاندا الفارسية وصراخها وصراخ أذنابها.. أيضا بتنفيذ حكم القصاص بهؤلاء الخلية المجرمة. هي أيضا رسالة لبقية الخلايا النائمة بالداخل من أصحاب الفتنة والتحريض. فإن جزاءهم بمثل جزاء هؤلاء الأشرار في حالة تماديهم بالعبث بالأمن وترويع المجتمع والافتراء على الوطن والمواطن.