د. يوسف خالد جنينة
لمن يرغب في معرفة السلوك الإيراني السرطاني بالعالم لا بُدَّ أن يتذكر معي أن إيران أفسدت في العالم الإسلامي بأجمعه، ابتداء من احتلالها للجزر الإماراتية، ودخولها بجيشها لقتل الشعب السوري داخل الأراضي السورية.
وكذلك دعمها للحوثيين، وتدخلها في دعمه ومده بالسلاح لقتل الشعب اليمني، ومعاونتهم على تفشي السرطان الإيراني، وتدخلها داخل الكويت، وضبط سفن وأسلحة إيرانية لبث الفتنة والقتل داخل الأراضي الكويتية.. ولا ننسى تدميرها للقضية الفلسطينية، والرجوع بها عشرات السنين للوراء بخلق الشق والانفصال الفلسطيني بدعمها اللا متناهي لحماس، واحتلالها لقطاع غزة، والبطش بكل من يعارض تحالفها مع إيران، فضلاً عن تجهيز خلاياها بالأراضي السعودية، وحرقها للمساجد، وإثارة الفتن، والتحريض على الإرهاب والقتل. ولا ننسى أنها كانت البيت الآمن لإرهابيي القاعدة الفارين من أفغانستان والمتوجهين لها، إضافة لاحتلالها للوطن اللبناني، وإقصاء الجيش، وخلق حزب الله (الفرع الممثل لإيران) بالإرهاب وتدمير وإفساد الدولة اللبنانية، فضلاً عن مخططاتها لدعم الإرهاب بمصر، وتأييدها وإمدادها لكل ما يعزز الإفساد والتفجيرات وزعزعة الأمن من خلف ستار، أضف إلى ذلك استباحتهم مملكة البحرين، ودعمها اللا متناهي لخلاياهم بها في قتل رجال الأمن والإحراق والتدمير للمباني وسيارات الشرطة، وخلق معسكرات طائفية لفرض المنهج الإيراني على البحرين، ومنه على المنطقة بأكملها. هل نسي العالم أفعال إيران الإجرامية بقتل الآلاف من المسلمين في موسم الحج عبر سنوات طويلة لإفساد شعيرة الله، وإفساد جهود السعودية في خدمة حجيج بيت الله، وتسببها في كل عام بجيوشها المندسة تحت شعار حجاج بيت الله الإيرانيين لترويع الحجاج الآمنين؟.. وهل نسيت إيران تنفيذها حكم الإعدام في مواطنين إيرانيين لمعارضتهم منهج إيران الإجرامي والإرهابي، وآخره إعدامها المئات قبل أيام بإيران، والكثير الكثير من انتشارها الإعلامي والأكاديمي والاجتماعي والثقافي لجر العقول الضعيفة وتجنيدها وتجييشها ضد السنة والإسلام والمسلمين؟ والمهزلة في الأمر أنها تسمي نفسها الجمهورية الإيرانية الإسلامية.
تدعي إيران أنها تقاتل في سوريا لتحارب الإرهاب، وكذلك في العراق، وكنت أكثر من مرة في كتاباتي أؤكد أن إيران الداعم الأول للإرهاب، ونجدها اليوم تهاجم السعودية لتنفيذها القصاص في عدد ممن خططوا ونفذوا العمليات الإرهابية، وقتلوا الأبرياء، وروعوا الآمنين، وأفسدوا بالأرض.. وهذا ما أمر به كتاب الله، وما ورد بالقرآن الكريم، وتدعي إيران أنها جمهورية إسلامية تحكم بشرع الله وكتابه، وتجاهلت إيران كيفما تشاء قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّه وَرَسُولَه وَيَسْعَوْنَ فِي الأرض فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أو يُصَلَّبُواْ أو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أو يُنفَوْاْ مِنَ الأرض}. تجاهلت قوله تعالى ذلك، وتجاهلت الكثير من آياته القرآنية المتضمنة قتل المفسدين في الأرض وقَتَلة الأبرياء؛ لأن ذلك يتعارض مع منهجها وسلوكها الداعم للإرهاب والإفساد.
فالمملكة العربية السعودية بتطبيقها شرع الله وكتابه تحد وتذكر النفوس الشريرة المجهزة من قوى الشيطان للانطلاق للقتل والترويع والإرهاب من المحرضين أمثال إيران للإفساد بالأرض باسم الدين، وذلك تنفيذاً وتطبيقاً لقوله - عز وجل -: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاة يَاْ أولي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} صدق الله العظيم. كان من الأجدر بإيران ضبط أعصابها، وعدم دفع عصاباتها لمهاجمة سفارة المملكة وقنصليتها؛ حتى لا تعري نفسها أمام العالم، وتظهر بمظهرها الحقيقي وواقعها الداعم للفساد والإفساد. وسيبقى كتاب الله عالياً وتعاليمه، وستبقى المملكة العربية السعودية محقة ومنزهة بتنفيذ أحكامه وأوامره، ولن تنثني أو تهتز بمثل هذه الأفعال الخسيسة، ولم ولن تأخذها في الحق لومة لائم.. والله من وراء القصد.