عمر القعيطي - جدة:
ما أشبه الليلة بالبارحة وكأني أرى تفاصيل مباراة كلاسيكو الكرة السعودية بين الاتحاد والهلال يعاد من جديد ولكن مع تغير أحد الفريقين والنتيجة، ولكن هذه المرة في ديربي الغربية الشهير بين الأهلي والاتحاد في نصف نهائي ولي العهد الذي جمع الفريقين في ملعب الجوهرة بجدة وسط حضور جماهيري كبير كالعادة، وفي هذا اللقاء الرائع الذي أقيم وسط أجواء جميلة قدم فيها الاتحاد واحدة من أجمل مبارياته إن لم تكن أجملها على الإطلاق هذا الموسم وتسيد لاعبوه المباراة منذ البداية، ووضح مبكراً نهج بيتوركا الهجومي الذي دخل به اللقاء واضعاً لاعبي الاهلي في منطقتهم، ولكن لاعبو الاتحاد لم يحسنوا التعامل مع الفرص واستغلالها جيداً فقد أتيحت لهم فرص بالكوم تفننوا في إضاعتها جميعاً سواء فهد المولد وعبدالرحمن الغامدي أو هداف الفريق الفنزويلي ريفاس الذي هو الآخر لم يكن في يومه على الإطلاق وأكمل ما بدأه زملاؤه من مشروع ضياع الفرص، وعلى العكس فإن لاعبي الاهلي استغلوا الفرصة الوحيدة تقريباً وسجلوا منها هدف الفوز والتأهل، والملاحظ أن الأهلي تأثر جداً بالغيابات في صفوف الفريق وخصوصاً خط الوسط حسين المقهوي الذي يثبت لنا يوماً بعد الآخر أنه الرقم الصعب في وسط الأهلي وبغيابه انكشف الوسط الأهلاوي وأصبح ممراً سهلاً، وعلى ما يبدو ما زالت تعشش فكرة عدم الهزيمة خلال المباريات الماضية التي يتغنى بها الأهلاويون كثيراً وما زالت عالقة في أذهان اللاعبين وستؤثر سلباً على أدائهم كما رأينا في لقاء الاتحاد وخوفهم من أن تكون أول هزيمة يمنى بها فريقهم تكون على يد الجار والمنافس التقليدي الاتحاد وهذه ألقت بظلالها على أداء اللاعبين في نصف النهائي، ولولا الحظ الذي عاند لاعبي الاتحاد في هذا اللقاء، لكانت هزيمة كبيرة وثقيلة مني بها الأهلي وأعادت زمن الأربعات التي طالما تغنى بها عشاق النمور فيما مضى من سنوات، ألف مبروك فوز الأهلي وتأهله للنهائي للعام الثاني على التوالي ليقابل الزعيم الذي هو الآخر تأهل للمرة التاسعة كاسراً كل الأرقام القياسية ليبقى الركن الثابت في نهائي الكأس ويختلف من سيقابله سواء النصر أو الأهلي في آخر نسخة لتتأكد مقولة الهلال ثابت والبقية متحركون.