عامٌ من الرشد والحزم.. احتضن التاريخ في أيامه المجيدة انطلاقة مرحلة جديدة من العطاء، والتنمية، والشموخ، والكرامة، عامٌ مضى كانت أيامه دُررًا شدت إلى سطوع مواقفها الحكيمة أنظار العالم بأسره، جعلت من هذا الوطن محورًا عالميًّا أساسًا له ثقله السياسي والاقتصادي إقليميًّا وعالميًّا، ولا يتأتى هذا الحضور التاريخي العالمي العميق، إلا بقيادة رجل حكيم هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله تعالى- إنه الملك الذي بايعته القلوب قبل العقول، وما تزال تلهج ببيعته إيمانًا منها بحنكته، وعطائه، وعون الله تعالى له؛ ليكون الأمين على شريعة دينه العظيم، وحرم بيته العتيق، ومسجد نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، وليكون القلب النابض بمشاعر شعبه الوفي، واستغاثات المضطهدين في ظل احتدام قضايا أمته العربية والإسلامية.
من يتأمل هذا العام سيجد فيه حشدًا من دروس ومواقف الحكمة والعزة، فمنذ إعلان البيعة الميمونة انطلقت رحلة الإصلاح والتطوير، لتطال كل ما يمس حاجة المواطن والمقيم على هذه الأرض المباركة، وكل ما ينهض بمشروع التنمية الشامل نحو مزيد من الرفاهية والازدهار في إطار من العدالة، والنزاهة، والشفافية، ومكافحة الفساد بكل أشكاله.انطلقت هذه الرحلة الموفقة باختيار كوكبة من القيادات المحنكة في طليعتها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، قيادات شابة قلبها على الوطن، وهمتها لا تحدها حدود، كانت خير معين على انطلاقة تنموية تسابق الزمن، وتبذل الغالي والنفيس ليبقى الوطن يدًا عُليا، وهامة شامخة، وراية تخفق بالتوحيد والحزم. إنه عامٌ اكتحلت فيه أيام إرهاب المنظمات والدول الدموية بالسواد، حين عصفت بالظالمين قرارات الحسم والحزم، واحتضنت المظلومين بالغيرة والإنسانية قراراتُ الإغاثة والأمل، لقد أكدت سياسة خادم الحرمين الشريفين الواضحة للعالم بأسره أن الإرهاب لا دين له، وأن الإسلام دين الرحمة والسماحة، وأن هذا الوطن سيبقى بحماية الله تعالى، ثم بقيادته وأبنائه المخلصين عصيًّا على كل يد تمتد لتعبث به من الداخل أو الخارج، وأن ميزان القضاء والعدالة المستمدة من شريعة الله تعالى لن يستثني أحدًا، ولن تأخذه في الله لومة لائم.
عام مضى محتدمًا بالصراعات الإقليمية والعالمية، والوطن بفضل الله تعالى ينعم بالرخاء والأمن، في ظل قيادة حكيمة رُبانها ملك قائد، وحكومة راشدة تدير سياسة الوطن في الداخل والخارج بكل حنكة واقتدار، وفي حنايا الوطن، وحدوده الأبيّة بواسل فتية، وحراس أشداء ساهرون على أمنه، يضربون أروع الأمثال في التضحية والفداء.
ذكرى البيعة.. إنها بحق مناسبة خالدة ووقفة تاريخية لقائد حكيم أخذ العهد على نفسه؛ ليقود بلاده وشعبه إلى آفاق من التطور والازدهار والكرامة والشموخ متمسكاً بعقيدته، ثابتاً على مبادئه وقيمه، متفانيًا في خدمة دينه ووطنه وأمته في كل شأن، وفي كل بقعة داخل الوطن وخارجه، أدام الله عز الوطن، وحفظكم يا خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهدكم الأمين، وسمو ولي ولي العهد، وشعبكم الوفي الكريم.
الدكتور عبدالعزيز الساعاتي - مدير جامعة الملك فيصل