القاهرة - سجى عارف:
أكَّدت سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية أن الاعتداءات التي واجهتها بعثة المملكة في «طهران»، و«مشهد» تأتي بعد تصريحات نظام إيران العدوانية التي شكَّلت تحريضاً سافراً شجَّع على الاعتداء على بعثات المملكة، وأنها لم تكن المرة الأولى، بل سبق وتعرضت لاعتداءات مماثلة خلال السنوات الماضية تحت مرأى ومسمع من الحكومة الإيرانية، دون اتخاذ أية تدابير؛ للحفاظ على أمن وسلامة بعثة المملكة ومنسوبيها، أو تقديم الجناة للعدالة، وأشارت السفارة في بيان لها أمس، أن هذه الاعتداءات تُشَكِّل انتهاكاً صارخاً لكافة الاتفاقيات، والمواثيق، والمعاهدات الدولية، هذا وكانت سفارة المملكة في «طهران» قد تلقَّت عدة اتصالات هاتفية بتهديد منسوبيها بالقتل في صباح يوم السبت (2 يناير 2016م)، وفي ظهر اليوم نفسه، بدأ توافد الحشود أمام السفارة، وعلى الرغم من اتصال القائم بأعمال السفارة، بالخارجية الإيرانية، ومطالبتها بتأمين الحماية للسفارة، إلا أن السلطات الإيرانية لم تتجاوب نهائياً، وفي مساء اليوم ذاته، قام مجموعة من المتجمهرين أمام مقر السفارة بإلقاء عبوات حارقة على المبنى، ورشقه بالحجارة. وفي فجر اليوم التالي (الأحد 3 يناير 2016م)، تم استبدال الحشود الأولى، بمجموعات جديدة حلّت مكانها، حيث تمكّن اثنان منهم باقتحام مقر السفارة، وإحراق أجزاء منه، وللمرة الثانية تواصَلَ القائم بأعمال السفارة مع الخارجية الإيرانية، إلا أنها لم تتجاوب أيضاً، كما تعمَّدت السلطات الإيرانية التأخير في توفير حماية شخصية للقائم بأعمال السفارة؛ ليتمكَّن من زيارة مقر السفارة، وللوقوف على تطورات الموقف، إلا أنه لم يتمكن من ذلك إلاّ بعد عصر يوم الأحد، ليجد أن المبنى تعرض للتخريب، والتدمير، حيث تم تكسير محتوياته، وسرقة ما به من أثاث، وأجهزة، ووثائق، وأما فيما يتعلق بالاعتداءات على قنصلية المملكة في «مشهد»، يوم السبت (2 يناير 2016م)، فقد اقتحمت «سيارة أجرة» بوابة الحاجز الأمني حول مقر القنصلية، وحاولت اقتحام البوابة الداخلية، ولكنها لم تتمكن من ذلك، وبعد ذلك بعدة ساعات تجمَّعت حشود أمام مقر القنصلية، حيث بلغ عددها أكثر من ألفي شخص، إذ قاموا برشق المبنى بالحجارة؛ والعبوات النارية الحارقة، مما أدى إلى تهشم النوافذ الخارجية، بالإضافة إلى محاولة مجموعة من المحتشدين اقتحام المبنى، إلاّ أنها باءت بالفشل، الجدير بالذكر، أن السلطت الإيرانية لم تقم بأي جهد لمنع مثل هذه الأعمال الإجرامية، أو اعتقال المتسببين فيها، هذا، وتشدِّد السفارة على أن قرار المملكة بقطع العلاقات مع إيران، جاء لتوضيح أن «المملكة ثابتة على مواقفها في التصدي للممارسات العدائية الإيرانية تجاهها، وتجاه دول الجوار، وحلفاء المملكة، وللتأكيد على أنه لا مكان في المجتمع الدولي لدولة تتغاضى عن الإرهاب وتدعمه، بل تنخرط فيه أيضاً».
وأكَّدت السفارة أن التصريحات العدوانية الصادرة من الحكومة الإيرانية كانت بمثابة تحريضٍ سافرٍ على انتهاك حرمة السفارة في «طهران»، والقنصلية العامة في «مشهد»، وأن هذه الاعتداءات تعتبر استمراراً لسياسة النظام الإيراني الذي يهدف إلى زعزعة أمن المنطقة العربية واستقرارها، وإشاعة الفتن والحروب فيها.