الدبلوماسية السعودية تحاصر ملالي إيران في جحور (قم) ">
هل يمكن أن تندلع الحرب بين السعودية وإيران؟ سؤال يطرح نفسه بقوة طيلة الأسبوع الماضي في كافة الدوائر، ومختلف المستويات على خلفية التصعيد المتبادل بين الدولتين،
وبصيغة أخرى هل يوجد في الأفق بوادر حرب شيعية سنية كما يخطط ويروج لها الغرب، تداعيات الأسبوع الماضي قد توحي للبعض، خصوصا لغير المتخصصين أو المهتمين والمراقبين للشأن الإيراني بأن حربا طويلة قادمة قد تشعل المنطقة، وتقضي على ثرواتها، وتفرز واقعا جديدا يخرج من أتون الدمار التي ستخلفه الحرب حتما، وقد تختفي زعامات وممالك وربما دول، هذا هو ماتتمناه إسرائيل التي تقود صناع السياسة والحرب في الغرب، التاريخ يؤكد أن إيران لم تخض حربا مباشرة منذ قرون طويلة، وكل الحروب أو المناوشات التي قامت بها كانت عبر وكلاء ووسطاء جهزتهم وأدلجتهم في قم ومشهد مثل حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني ، وعبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين في اليمن، وغيرهم من الذين تدربوا على التمرد على أوطانهم، وإثارة النزاعات والقلاقل، وتعميق الطائفية وإشعال الفتن داخل بلدانهم، قولا واحدا قاطعا إن إيران لا يمكنها أن تخوض حربا ضد المملكة التي برهن العالم العربي وفي مقدمته مصر صاحبة أكبر جيش محترف ومدرب في الشرق الأوسط على تأييده للمملكة ودعمها من خلال مواقف قوية هزت الداخل الإيراني وأربكته، وهي التي تبحث عن مخرج من المأزق التي حوصرت فيه، فلم تجد سوى حليفها في العراق لإبراهيم الجعفري، الذي يتلقي تعليماته من طهران ويؤدي فروض الولاء والطاعة جاثيا على ركبتيه أمام ملالي قم.
إيران تحاصر، المشروع الإيراني يحتضر، وضع لا تتمناه أي دولة، هذا هو الواقع الإيراني في عام 2016 بعدما تباهى قادتها العام الماضي أن امبراطورية فارس تحكم أربعة عواصم عربية، وأن الاتفاق النووي مع الغرب سيضع إيران على أعتاب تاريخ جديد تتحكم من خلاله في الاقتصاد العالمي وتضع يدها علي الثروات النفطية العربية، قراءة خاطئة من ساسة إيران للقوى الكامنة العربية، التي أسقطت عبر التاريخ إمبراطوريات، وشكلت ثقافات، وأرست مبادئ وقيم هي التي تسود عالم اليوم.
أدركت إيران أن المملكة العربية السعودية ليست وحدها بل خلفها تحالف دولي إسلامي يضم أكثر من مليار مسلم، لو شاءوا حكموا العالم ، وقبل كل هذا لدى المملكة جيش قوي قطع دابر الحوثيين في اليمن، وقضي على المشروع الإيراني فيه، لقد أبلي الجيش السعودي خلال الحرب التي أجبر عليها في اليمن بلاء حسنا، سوف تسطره كتب التاريخ، وتتعمق في دروسه وتفاصيله الأكاديميات العسكرية لتصدره لأجيال المستقبل، عنوانا للانتصار على التمرد والفرسنة والتطرف والتدخل في شئون الدول وسيادتها.
لن تكون هناك حربا تخوضها إيران، فهي أضعف من الفعل، السعودية يكفيها فقط أن تبرز عيونها الحمراء، وتشهر فقط عصاها الغليظة كي يدخل ملالي ايران في جحور قم، وهذا ماحدث.
صبحي شبانة - كاتب صحفي مصري - مدير مكتب روزاليوسف بالمملكة