محمد العيدروس
فجع الوسط الصحفي والإعلامي بوفاة الزميل راشد بن فهد الراشد بعد معاناة طويلة مع المرض، الذي أنهك جسده النحيل طويلاً.
رحل (أبا غسان) تاركًا وراءه محبة وتقديرًا لجميع من عرفه أو عمل معه.. تشرفت بالعمل مع الفقيد إبان عمله في (الجزيرة) كمستشار للتحرير وكنا وقتها (صغارًا).. اجتمع معنا منذ مباشرته العمل كصحفيين متفرغين ومتعاونين.
واذكر مقولته الشهيرة وقتها: (يا شباب نريد عملاً ميدانيًا مميزًا ولا نريد أجسادًا تتحرك داخل المبنى.. اعملوا بجد واجتهاد وسترون الحوافز).
لا اخفي عليكم.. انتاب الخوف والقلق أغلبية المحررين آنذاك وبدوا قلقين جدًا من المستشار راشد الراشد.
إلا أنهم عرفوا لاحقًا.. أن هدفه تحفيزي وأنه يرغب في تحريك المجموعة ونفض غبارها. وبالفعل.. تجاوبت الأغلبية معه وقدمت أعمالاً صحفية جيدة.. ارتبط بالجزيرة وعشقها كثيرًا وكان يفرح كثيرًا لأي نجاح.
عرفت الفقيد راشد الراشد عن قرب وكان يتولى إجازة المواد الصحفية ويوجه بإبرازها.
شعاره التشجيع والتحفيز.. يمدح كثيرًا أي مادة صحفية تقدمها له (أيًا كانت) وكان اهتمامه منصبًا على صغار الصحفيين.
ولن أنسى في أحد الأيام وجه بصرف 2000 ريال مكافأة استثنائية لي مع خطاب شكر.
لم يكن -رحمه الله- عصبيًا أو شكليًا.. بقدر ما كان هادئًا.. خجولاً يعشق العمل بصمت، ويسعى نحو النجاح والإبداع.
ترك (الجزيرة) -رحمه الله- حينما عمل مستشارًا لسنة تقريبًا وانقطعت أخباره لسنوات ذهب فيها إلى مواقع إعلامية أخرى.. التقيت به آخر مرة في افتتاح مركز الملك عبدالله للحوار بين الأديان في النمسا، حيث شاء الله أن نجلس في كرسيين متجاورين (في الطائرة).
لم يكن في حياته -رحمه الله- سوى عشق العمل الصحفي.. رحمك الله أخونا وأستاذنا راشد الراشد وأسكنك فسيح جناته، ونسأل الله أن يتغمدك بواسع رحمته ويسكنك فسيح جناته. ويلهم أهلك وذويك الصبر والسلوان.