عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشير إلى ما نشر في جريدة الجزيرة الغراء في غرة صفر من هذا العام (1436هـ) بعنوان: (جبهات إلكترونية لمواجهة الانحرافات الفكرية).
حيث تطرق بعض المختصين من الأكاديميين والدعاة ليتحدثوا عن الطرق المثلى لإيجاد جبهات إلكترونية لصد الأعداء ودحرهم, حيث تحدث البعض أن الحل قد يكون في وقفة جادة من التربويين والاجتماعيين لتوفير حلول للأزمة والبعض الآخر قال الحل في عقد مؤتمر يدعى له التربويون والشباب تعرض فيه النواحي الإيجابية والسلبية لهذه الإلكترونية والآخر تطرق على حجب محتوى هذه أو التحكم بمحتوى هذا النظام والآخر قال لسنا بحاجة إلى تغيير المناهج بقدر ما نحتاج إلى تغيير عقل الأب والأم وهكذا... إلخ.
أقول إن ما قيل هو اجتهاد ووجهة نظر من هؤلاء المتحدثين الذي نقدر ما قيل وطرح وقد يستفاد منه في علاج الانحرافات الفكرية ولكن أقول إن (السماء أصبحت تسبح بها هذه الصحون الفضائية وتبث كل ما هو صالح وطالح وقد يتلقاه الآخرون صغار وكبار رجال ونساء إضافة إلى (مواقع الإنترنت وبرامج التواصل الاجتماعي التي تحمل وترسل كل ما هب ودب إضافة إلى الاشتراك في (خدمة تجوال) حول العالم بحيث يعرفون كل ما يحدث في العالم من صغيرة وكبيرة من أحداث وأخبار فأصبح العالم يعيش ويشترك في غرفة إلكترونية واحدة ولا يمكن أن نحجب أو نغير أو نعدل ما يبث وينشر ويرسل ولكن (هناك الحصانة الذاتية الإلكترونية) وهذه الحصانة لا تأتي بين يوم وليلة ولا يحجب (هذه الإلكترونية) إنما الحصانة الذاتية تأتي من التربية والتنشئة الإسلامية الصحيحة لأبنائنا منذ الصغر من قبل أفراد الأسرة الذين يجب أن يكونوا أولاً قدوة لأبنائهم وبناتهم وهذه التربية التي تمدد للمحض الثاني وهو المدرسة والوسط المدرسي من معلمين وزملاء بحيث يكون هذا الوسط ينمي وبربي القيم والأخلاق الحميدة والخطأ والصواب لأن المدرسة (تربية وتنشئة) قبل أن تكون تعليم.
وهذا الوسط يشمل أيضاً الوسط المدرسي للبنات من معلمات وطالبات وبهذا يمكن أن يكون لديهم حصانة ذاتية تقيم وسائل الإنترنت والتواصل الاجتماعي والأطباق الفضائية وما يبث فيها ويعرفون الغث من السمين والتعرف على الأفكار السليمة والصالحة بدلاً من الأفكار الهدامة والمنحرفة ولا ننسى أيضاً أن نشرك في هذه الحصانة الذاتية وسائل الإعلام ودروها في التربية والإصلاح سواء كانت مشاهدة أو مقروءة أو مسموعة كذلك خطباء المساجد والدعاة والوعاظ لما لهم من دور مؤثر وقوي بأسلوب محبب وقريب من النفس لأننا في مجتمع مسلم متكاتف ومتعاون ومتحاب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والله من وراء القصد.
- مندل عبدالله القباع