أرجع محمد عبدالله العصيمي مدير عام مؤسسة العصيمي التجارية، التراجع الكبير في أسعار الأرز في الفترة الشهور الأخيرة إلى عوامل متعددة، أولها وفرة المعروض لدى الدول المنتجة، وذلك بسبب الظروف السياسية لبعض الدول العربية، والتي أدت إلى توقفها عن الاستيراد، مشيرا إلى أن هذه الأسباب أدت كذلك إلى نزول أسعار بعض المواد الغذائية في أغلب الدول الآسيوية والأوروبية، إلى جانب تراجع الكثير من أسعار السلع الأساسية عالميا، بسبب انخفاض أسعار البترول.
وأشار العصيمي، إلى أن بعض أنواع الأرز وصلت أسعارها إلى مستويات 80 ريالا بدلا من 160 ريالا لوزن 40 كيلو، لافتا في هذا السياق إلى أن نزول أسعار الأرز من 1400 دولار إلى 700 دولار للطن للأنواع الفاخرة يعود لتوفر الإنتاج بالدول المصدرة.
وبين العصيمي بأن حجم استيراد المملكة من الأرز، يفوق الاحتياج المحلي، موضحاً بأن المستهلك تخفى عليه تعددية أصناف الأرز وأسعارها، وأن الفرق أحياناً بالأسعار يكمن في نسبة الخلط بين البسمتي والذي يعتبر ملك الأرز مع الأصناف الأخرى مثل البوسي والشربتي والتيركوت والبرمل.
ولفت العصيمي إلى أن الدعاية أحياناً تلعب دوراً كبيراً في التسويق، حيث قد يكون هناك نوع متوسط من حيث الجودة لبعض أصناف الأرز يفوق سعره النوع الجيد وهنا دور المستهلك الذي يميز جودة الأرز مهما اختلفت الأسعار. مشيراً إلى أن العلامات التجارية غزت الأسواق، ومنها النوع الجيد المميز ومنها النوع المضروب، ولكن يظل دور المستهلك هو الأساس بتحديد نوع الأرز لأنه يصعب كشف النوع الجيد من النوع الرديء، والمطبخ هو الميدان لمعرفة ذلك.
وفي ظل تفاوت الأسعار حاليا بالسوق المحلي، حث العصيمي زملاءه المستوردين بمراقبة الأسعار، ومخافة الله في استغلال هبوط أسعار الأرز حاليا بالدول المصدرة بمجاراتها بنفس النسب في النزول بالسوق المحلي، وعدم المبالغة في نسبة الأرباح لأن المحدد للأرباح 15 في المئة، مبينا أن الواقع يخالف ذلك، حيث نرى المبالغة بالأسعار لبعض الماركات التي خدمتها الدعاية، واستغلت بها المستهلك وهنا لابد من القول إن القناعة كنز من كنوز النجاح المباركة.