الشيخ محمد ابن مانع: الملك عبدالعزيز كان له مجالس علمية في الحضر وفي السفر
كتب محرر مجلة المنهل السعودية في تقديمه لمقال خاص للمجلة كتبه الشيخ محمد بن مانع مدير المعارف العام في نعي الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ :( كتب هذا المقال الممتع خاصة للمنهل الأستاذ الكبير الشيخ محمد بن مانع مدير المعارف العام، وهو من أوثق من يكتب عن الملك الراحل العظيم) وفي هذا التقديم دلالة على مكانة الشيخ ابن مانع لدى الملك المؤسس ـ رحمه الله ـ فهو من يوثق بقلمه ومشاعره ـ رحمه الله ـ حين يكتب عن هذه الشخصية العربية والإسلامية الكبيرة، وهو من يعرف التفاصيل في سماته وصفاته، كما أن المقالة تحمل معلومات تاريخية عن تلك الأيام الحزينة على الشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية.
المقالة التي استهلها ابن مانع ببيتين من شعره بالمناسبة، نشرت في عدد ربيع الأول 1373هـ/نوفمبر ـ ديسمبر1953م، فحول وقع الخبر على الناس، كتب ابن مانع :( ولما سمع الناس نعيه من الإذاعة السعودية بمكة المكرمة أخذهم لهذا الخبر المزعج، المقيم المقعد، ونزل عليهم هذا النبأ نزول الصاعقة ولم تطمئن نفوسهم له أول مرة من سماعه حتى تكرر في الإذاعة عدة مرات فحينئذ أخذوا في الاسترجاع والدعاء له بالمغفرة والرحمة والسلوان) وذكر ابن مانع في بداية مقاله أن جثمان الملك عبدالعزيز نقل على متن طائرة إلى مدينة الرياض من مدينة الطائف وكان مع الجثمان ولي العهد ؛ابنه الأمير فيصل بن عبدالعزيز .
وعن ما يتصف به الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله من قيم إسلامية في إدارته للبلاد وحرصه على الشعائر الدينية، جاء في المقال: (كان رحمه الله على ما أناء الله من العظمة والشجاعة والجسارة غارفاً حق المعرفة بالله قائماً بأداء حقوقه محافظاً على شرائع الإسلام داعياً إلى تحقيقها والعمل بها وكان يهتم بأمور أوقات العبادة التي يحصل في معرفة أوقاتها اختلاف كالحج والصيام فإن له بذلك عناية عظيمة كتحقيق أول شهر رمضان وآخره حذراً من إفطار يوم من رمضان أو صيام يوم العيد، كما أنه يحرص كل الحرص على معرفة أول يوم من ذي الحجة ليكون حج الناس صواباً بوقته) وهذا ما نلحظ أن المملكة العربية السعودية ثابتة على هذه القاعدة في ضبط الأوقات الدينية سواء اليومية أو السنوية، وعن تشجيع الملك المؤسس ـ رحمه الله ـ للعلم يقول ابن مانع في هذه المقالة التي كتبت قبل 64 عاماً : ( كان رحمه الله محباً لمجالسة أهل العلم ويبذل لهم الأموال الطائلة ويعينهم على الإفادة والاستفادة، وكان له في اليوم والليلة عدة مجالس يسمع فيها دروس العلم ويحافظ عليها بأوقاتها حضراً وسفراً) ويضيف ابن مانع : (وقد سهل تحصيل العلم بما ينشره من كتبه الكبار والصغار في الحديث والتفسير والفقه والتوحيد والتاريخ وكان يأمر ببذلها لأهل العلم مجاناً).
وعن السمات الشخصية لمؤسس البلاد ـ طيب الله ثراه ـ يذكر المقال :( .. له حافظة قوية ويجيد الإصغاء ويحسن الاستماع لقراءة القارئ حتى أنه أحيانا يعيد ما سمعه من غير أن ينقص شيئاً من معناه)ويزيد ابن مانع الذي عمل مع الملك عبدالعزيز 15 عاماً في القضاء والدعوة والتعليم في مقالته: (.. وكان رقيق القلب يخشع عند سماع المواعظ وربما ظهرت عليه أمارة البكاء من خشية الله)
أما البيتين اللذين كتبهما ابن مانع في رأس مقالته، فيقول فيهما ناعياً:
سرى نعشه فوق الرقاب طالما
سرى جوده فوق الركاب ونائله
يمر على الوادي فتنئى رماله
عليه وبالنادي فتبكي أرامله.
رحم الله الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع فقد كان رجلاً وطنياً وعلماً بارزاً في الحركة التنموية والنهضوية للمملكة العربية السعودية بتوجيه ورعاية من الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ، وهذا ما دعا دارة الملك عبدالعزيز أن تضيف الشيخ محمد بن مانع ـ رحمه الله ـ إلى برنامجها التوثيقي (من أعلام المملكة العربية السعودية).