القاهرة – آمنة عيد:
يشهد اليوم الثلاثاء ظاهرة فلكية سنوية تحدث في مصر والمنطقة العربية وكامل دول النصف الشمالي من الكرة الأرضية ، وتعرف باسم «الانقلاب الشتوي»، إذ يكون هذا اليوم هو أقصر أيام السنة في هذا الجزء من العالم، فيما يكون ليله الأطول في مدار العام، وعادة ما تحدث هذه الظاهرة الكونية في الفترة ما بين يومي 20 و23 ديسمبر من كل عام، وفيه يحتفل السائحون في مصر بتعامد الشمس على معبد الكرنك الفرعوني معلنه بداية فصل الشتاء وذلك في ظاهرة دورية فرعونية فريدة من نوعها.
وقال الدكتور أشرف لطيف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد إن الانقلاب الشتوي يعنى «ذروة فصل الشتاء»، وأن يوم الانقلاب الشتوي يتميز بشروق متأخر للشمس وغروب مبكر لها، ونهار قصير وليل طويل، هذا ما يحدث تدريجيا منذ مطلع شهر ديسمبر من كل عام إلى أن تحين لحظة الانقلاب الشتوي، وفيها تكون الشمس واقعة مباشرة على مدار الجدي في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية وتكون الشمس ظاهريا في أقصى ميل نحو الجنوب، حيث يميل القطب الشمالي بعيدا عن الشمس بمقدار 23.5 درجة وسيكون طول النهار في كل المواقع شمال خط الاستواء أقل من 12 ساعة.
وأشار تادرس إلى أنه من المعلوم فلكيا أن الأرض لا تدور حول نفسها بشكل عمودي تماما، وإنما ينحرف محور دورانها بمقدار 23.5 درجة، ولهذا فإن كمية الطاقة التي تستقبلها الأرض من الشمس تكون متغايرة عند النصفين الشمالي والجنوبي منها، مؤكدا أنه من الأخطاء الشائعة القول بأن الصيف والشتاء ينشآن نتيجة لقرب أو بعد الأرض من الشمس، ولكن حقيقتها العلمية هي أن الصيف والشتاء ينشآن بسبب انحراف محور دوران الأرض حول نفسها بمقدار 23.5 درجة.