فهد بن جليد
لم يعد الأمير محمد بن سلمان مُلهماً وقائداً للشباب السعودي والخليجي والعربي فحسب، فالمسلمون في مُختلف أنحاء العالم ينظرون إليه اليوم (كمُهندس بارع) نجح في تحقيق حُلم أعاد للأذهان أمجاد أسامة بن زيد، وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وزيد بن ثابت عندما قادوا جيوش الإسلام في عهد نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم.
بالأمس أثلج وطمأن ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صدر كل محبي السلام في العالم، عندما أكد عقب إعلان تشكيل أول تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب ، أن هذا التحالف يأتي حرصاً من العالم الإسلامي لمحاربة هذا الداء، الذي كان أول من تضرر منه قبل المجتمع الدولي بأسره، وهو ما يعني توحيد كلمة المسلمين، وتنظيم جهودهم الفكرية و العسكرية والأمنية في محاربة الإرهاب، وتأكيد مُشاركتهم كمجموعة مُنظمة ومُنسقة بقيادة المملكة العربية السعودية، لعكس صورة مُشرقة وحقيقية عن الإسلام، مع الحفاظ على مصالح الأمة وحمايتها، بتوحيد الصف في وجه كل المنظمات والجماعات الإرهابية!.
مركز العلميات المشتركة المُنتظر إنشاؤه في الرياض لقيادة تحالف 34 دولة إسلامية، مع انتظار لحاق (عشر دول أخرى)، يؤكد مكانة المملكة، وثقلها وخبرتها الطويلة في ملف محاربة الإرهاب فكرياً، وعسكرياً بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، كونها اليوم مؤهلة بجدارة، لتنسيق ودعم العمليات العسكرية و تطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم جهود محاربة الإرهاب، بالتنسيق مع الدول الصديقة والمحبة للسلام والجهات الدولية، وهو ما يعني قطع الطريق على كل من يريد استغلال الإرهاب من أجل تشويه صورة الإسلام، مع التأكيد على أن المسلمين هم أول من يُحارب هذا الداء، لأنهم أول وأكثر المتضررين منه!.
عندما تجتمع السعودية و تركيا ومصر وباكستان والإمارات والمغرب وقطر وبقية الدول الإسلامية المشاركة في تحالف واحد لمحاربة الإرهاب بكلمة وجهود موحدة بالتنسيق مع الدول الكبرى في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم، فإن ذلك سيكشف حقيقة من يدعمون الإرهاب ؟ ومن يساندونه ويغذونه فكرياً ؟ وعسكرياً ؟ لأنه لا مجال، إمّا الاصطفاف مع المملكة والدول المشاركة، أو العمل بشكل منفرد مشكوك فيه!.
المواجهة الأولى لمحمد بن سلمان مع الكاميرا والصحافيين لم تكن مُواجهة عادية، بل هي لحظة تاريخية بامتياز ستتذكرها كل الأجيال المقبلة، لأنه تم خلالها بكلمات قليلة ومُركَّزة، وإجابات عميقة، توضيح الهدف من هذا التحالف، الذي يحقق حلم أكثر من مليار مسلم محب للسلام والطمأنينة، هكذا هم القادة العظام يعملون كثيراً ويتكلمون قليلاً، وهو ما سينعكس بكل تأكيد على التحالف الوليد!. وعلى دروب الخير نلتقي.