الدول الكبرى تجتمع في الأمم المتحدة لبحث خطة سلام في سوريا ">
العواصم - وكالات:
اجتمعت الدول الكبرى الجمعة في نيويورك لبحث ملف سوريا سعيا للتوصل إلى قرار من مجلس الأمن الدولي يصادق على خطة أمريكية روسية طموحة من أجل إقرار وقف إطلاق نار وتسوية سياسية تنهي النزاع الدامي المستمر في هذا البلد منذ نحو خمس سنوات. ويلتقي مندوبو 17 دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا والمملكة وإيران وثلاث منظمات هي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، للمرة الثالثة منذ نهاية أكتوبر ضمن المجموعة الدولية لدعم لسوريا، في سياق العملية المعروفة بآلية فيينا التي توصلت في 14 نوفمبر إلى وضع خريطة طريق لسوريا.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الموجود في نيويورك ان «الخطوة الأهم التي يتوجب القيام بها هي مواصلة التقدم نحو وقف إطلاق نار فعلي.. بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات نظام الأسد». وتابع في تصريح بثته وزارته «المطلوب الآن هنا في نيويورك ان ننسق قدر الإمكان مواقف المعارضة مع ما بحثناه على المستوى السياسي في فيينا». غير ان مصير الرئيس بشار الأسد يبقى العقبة الأساسية في وجه تسوية سياسية. فيما أعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مساء الخميس ان «الأسد يجب ان يرحل». واقر بأن مصيره لن يدرج في البيان الختامي لاجتماع نيويورك مساء الجمعة. وعلى الصعيد الميداني قتل 34 مدنيا نصفهم من النساء والأطفال في غارات جوية شنتها طائرات حربية يعتقد انها روسية على مناطق عدة في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإِنسان أمس الجمعة. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان طائرات حربية يعتقد انها روسية قصفت أمس مدينة الرقة (شمال) معقل تنظيم داعش في سوريا، فضلا عن مدينتي اعزاز والباب في محافظة حلب شمالا ومناطق اخرى.
في المقابل تستكمل الحكومة السورية والفصائل المقاتلة الأحد تطبيق اتفاق هدنة تم إقراره في أربع بلدات سورية بخروج نحو 530 مسلحا ومدنيا منها باتجاه تركيا ودمشق عبر بيروت، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإِنسان الجمعة. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «سيستكمل صباح الأحد تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه سابقا في الزبداني ومضايا (ريف دمشق) والفوعة وكفريا (شمال غرب)». وأكَّد مصدر أمني مطلع على المفاوضات استكمال تطبيق الاتفاق «بداية الأسبوع المقبل».
من جانب آخر افادت صحيفة بيلد الألمانية الجمعة ان جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني استأنف التعاون مع جهاز الاستخبارات السوري لمحاربة المتطرفين ويبحث حتى إعادة فتح مكتب دائم في دمشق. ولطالما تعامل جهاز الاستخبارات الألماني بشكل وثيق مع الاستخبارات السورية قبل ان توقف برلين وحكومات غربية أخرى تعاونها مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد لاتهامه بارتكاب انتهاكات لحقوق الإِنسان. وكشفت الصحيفة الواسعة الانتشار نقلا عن «مصادر مطلعة» ان عملاء في الاستخبارات الألمانية يقومون «منذ زمن طويل» بزيارات لدمشق للقاء نظراء لهم سوريين.