لعله خير..! ">
خرج ملك إلى الصيد، ورافقه الوزير، وفي هذه الرحلة أُصيب الملك في يده، واضطر إلى قَطْع أصبعه وهو متذمر جداً؛ فقال له الوزير «لعله خير»! فغضب الملك غضباً شديداً، وأمر بحبسه. وفي طريقه إلى السجن قال: «لعله خير»، وهو متفائل.
ومرت الأيام والشهور، وخرج الملك كعادته لممارسة هوايته المفضلة (الصيد)، وأثناء مطاردته فريسته ابتعد كثيراً عن حرسه المرافقين له, ودخل إلى قبيلة في الأدغال, وكانوا يمارسون طقوسهم التي تتمثل في تقديم قربان إلى «الآلهة» بأي شخص غريب يدخل قبيلتهم, وقد كان الملك! فربطوه، وبينما هم يستعدون لقتله رأوا أصبعه المقطوع؛ فأمرهم زعيمهم أن يطلقوا سراحه؛ لأن القربان يجب أن يكون شخصاً كاملاً وفاخراً. وبعد عودته أمر بإطلاق سراح وزيره, وروى له قصته، وبيّن له كيف أن أصبعه المقطوع هو الذي نجاه من الموت، وأنه عنده حق في كلامه, لكنه سأله قائلاً: لقد سمعتك تقول وأنت ذاهب إلى السجن لعله خير؟ وهل في السجن خير؟ فرد الوزير: يا أيها الملك لو لم أدخل السجن لكنتُ معك في رحلة الصيد وأنا ليس في جسمي عيب, ولتركك أهل القبيلة وقدموني أنا بدلاً منك إلى آلهتهم قرباناً..؟