امرأة من زمن آخر ">
على عتبات الوقت...
والساعات تجرجر ثوانيها نحو مآلات الرحيل
حين انكفاء الشمس نحو المغيب...
ووقت سفر القمر إلى سماوات بلا نجوم...
وحين أفول العمر إلى مهاجع الحنين
واندثار الذكريات خلف السنين
أتت هذه المرأة...
من تجليات الوحدة والسكون...
كقطرة ماء تذيب كحل العيون
أتت كسنبلة ما بها ثمار...
وشمس بلا نهار...
ووهماً ما خطر يوماً ببال الظنون
أتت والليل يضاجع صقيع الانتظار
أتت كوجبة من نار...
ووجع موغل في القلب حد الانصهار
على عتبات الليل...
كنت أقف وفي يدي شيء من الليل...
على عتبات الزمن...
كنت أكتب عن امرأة لا تشبه هذا الزمان
على عتبات الاشتياق...
كنت أبحث عن أنثى تناولني منديلا لونه أبيض
على بوابة القلب...
كان الحب ينتظر أوبة الغياب.
انقضى الزمان...
فلا امرأة أطلت...
ولا مطر يسقي هذا اليباب
إلى الأمس كانت الشمس ترفض الشروق...
كانت السماء تأبى أن تكون رحماً للنجوم...
كان السحاب يرفض أن يزرع الغيم على مسارب الدروب.
وحدي أنا...
وحدي هنا...
وليل طويلٌ طويل...
ونهايات حلم ينقضي قبل الشروق...
وامرأة أتت من خلف مسارب الغروب...
أتت من مسافات وبحور...
ومن أزمنة غدر وطعون...
وخيبات عمر مهدور...
قالت أخيراً وجدتك...
قلتُ أخيراً وجدتُكِ.
ورحلت.
«البستاني»
- محمد الخضري