د. عبدالواحد الحميد
إقبال المرأة السعودية على الترشُّح والتصويت في انتخابات المجالس البلدية ونجاحها في الحصول على مقاعد في عدة دوائر يثبت أن المرأة السعودية أصبحت على درجة عالية من الوعي والكفاءة بما يكفي لدحض حجج كل المشككين في قدرتها على المشاركة والإسهام في المسيرة التنموية للوطن.
فالمرأة خاضت هذه الانتخابات التاريخية ونجحت فيها رغم كل المعوقات التي واجهتها، بما في ذلك المعوقات الإجرائية التي حدًّت من وصولها إلى صناديق الاقتراع بسبب الشروط الكثيرة المتعلقة بإثبات مكان الإقامة وما يرتبط بذلك من تعقيدات ترتبط بوضع المرأة الاجتماعي في بلادنا، فضلاً عن المعوقات التي عرقلت من وصول البرامج الانتخابية للمرشحات إلى شرائح كثيرة من الناخبين الذين كان بالإمكان إقناعهم بهذه البرامج والظّفَر بأصواتهم لصالح المرشحات لو كانت الظروف الاجتماعية مواتية.
المرأة السعودية صارت اليوم هي الأكثر حضوراً في الكتلة الطلابية الجامعية وهي الأكثر تفوقاً في التحصيل الدراسي، وبدأت الجامعات تضخ مئات الآلاف من الخريجات المتخصصات في جميع حقول المعرفة والعلوم. وقد بدأ الوطن يجني ثمار هذا الحضور حين استعاد المجتمع قدرات وإمكانات نصفه الآخر.
لقد نجحت المرأة السعودية كمعلمة وأستاذة جامعية وطبيبة وممرضة وإعلامية واقتصادية وقانونية ونجحت في كل تخصص تم تمكينها من الانخراط فيه بما في ذلك التخصصات الهندسية والأمنية ومختلف المواقع القيادية في القطاعين الحكومي والأهلي، وبذلك فقد دحضت المرأة السعودية كل المقولات التي كانت ومازالت تحط من قيمتها وتكاد تصنفها على انها مواطن من الدرجة الثانية.
يحق لنا أن نفتخر بالمرأة السعودية نظير ما حققته رغم المعوقات، لكن هذا لا يكفي لأن ما تتوقعه المرأة السعودية هو دعمها وتمكينها كي تحقق كل ما بإمكانها تحقيقه لوطنها ولنفسها. فقد كانت المرأة السعودية محرومة في أوقات سابقة من التعليم، وها نحن نرى المكاسب الهائلة التي حققها الوطن حين أتاح لها أن تتعلم وأن تصبح طبيبة ومعلمة وموظفة بنوك وممرضة وغير ذلك من المهن والوظائف التي سدت حاجة ماسة لبلادنا من تلك الوظائف والمهن!
بوسع المرأة السعودية أن تحقق المزيد من الإنجازات والمكاسب لوطنها ولنفسها، لكنها بحاجة إلى التمكين، وما نتائج انتخابات المجالس البلدية سوى برهان آخر على ذلك بالرغم من كل المعوقات التي واجهتها.
مباركٌ للمرأة السعودية هذا الإنجاز الحضاري التنموي، ومباركٌ للوطن هذه المكاسب التي تحققها بنات الوطن.