الجزيرة - تعز:
يبدو أن أسلحة الحوثي لم تكتف بقتل المدنيين في بيوتهم بل تلحق الجرحى إلى المستشفيات من خلال استهداف المنشآت الصحية بما فيها من أطباء وجرحى كما حدث مؤخراً في محافظة تعز اليمنية. وتتزايد معاناة الجرحى اليمنيين في مستشفيات تعز يوماً بعد آخر في ظل وصول آلة القتل الحوثية إلى أقسام بعينها في المستشفيات التي تعاني نقصاً حاداً في الأدوية وفي المستلزمات الطبية والوقود.
وقالت المواطنة ندى ناجي لـ«الجزيرة» إن أحد أقاربها كان يرقد في أحد أقسام المستشفى عندما تعرض أحد أجزائه للقصف منتصف نوفمبر الفائت، الأمر الذي فاقم الفزع من حالته الصحية حتى فارق الحياة.
وتشير معلومات إلى أن العشرات من الجرحى والمصابين فارقوا الحياة إما بسبب القصف على المنشآت الصحية أو بسبب انعدام المواد الصحية وتوقف عمل بعض الأجهزة بعد حصار الحوثيين للمدينة.
ولم يكن المرضى والجرحى هم الأهداف فقط، فقد سقط إثر استهداف المستشفيات طواقم طبية أيضاً. مساء الأحد الفائت استهدفت نيران رشاشة مستشفى الثورة في تعز مجددا وسقط على إثرها طبيبان.
وفي السياق، أدانت مؤسسة التوعية والاعلام الصحي الاستهداف بالنيران الرشاشة على مستشفى الثورة وتسبب بإصابة اثنين من الاطباء بإصابات خطيرة ولا يزالون يخضعون للعلاج في غرف العناية المركزة.
وقال بيان للمؤسسة - حصلت «الجزيرة» على نسخة منه - إن الطبيبين (عبد الواحد الجنيد/ نشوان الرباصي) أصيبا أثناء أداء واجبهما في مستشفى الثورة محافظة تعز، وما يزالان يخضعان لعمليات جراحية ويرقدان في غرف العناية المركزة.
كما أدانت المؤسسة استهداف المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة الوحيدة في تعز بخمس قذائف دبابات مساء الاحد بعد قصف مباشر بقذائف مدفعية الجمعة والسبت الماضيين. وتسبب القصف المباشر بتدمير 3 أقسام في المختبر بشكل كلي وكافة المعدات والأجهزة الطبية والمختبرية.
واعتبرت مؤسسة الاعلام الصحي استهداف الكادر الطبي والمنشآت الصحية بقذائف الدبابات بأنها انتهاك سافر لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية وأبرزها اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الانساني.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعربت عن جزعها إزاء استمرار تعرض مرافق الرعاية الصحية في اليمن للاستهداف مثل ما حدث مؤخرا في مدينة تعز حينما تم استهداف مستشفى الثورة في الـ8 من نوفمبر الماضي.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان: إن مستشفى الثورة في مدينة تعز يستقبل يوميا50 مصابا على الأقل، وقد استهدف مرات عديدة للصقف من الأطراف المتنازعة ما يعرض حياة المصابين والطاقم الطبي للخطر.
وذكرت المنظمة الدولية في السياق وجود تقارير تشير إلى وقوع قرابة 100 حادث مشابه منذ مارس 2015.
وقالت الوكالة الدولة إن استهداف المنشآت الطبية في بلد يخوض حربا، يعتبر خرقا واضحا وصارخا للقانون الدولي الإنساني، مؤكدة أن جميع من يشاركون في القتال ملزمون، وفقا للقانون الدولي الإنساني، بحماية المرافق والطواقم الطبية في جميع الأوقات.