فوزية الجار الله
(وطني حيث حريتي)..
ما ذكرته أعلاه هو مثل فرنسي، هكذا قرأت، وإذا كان ذلك صحيحاً فلا أدري حقيقة من بدأ بنقله وترجمته إلى العربية، لكن ذلك يبدو مؤشراً منطقياً قوياً أثبتته الوقائع والأحداث ومسيرة الزمن.. هذا يشعل سؤالاً آخر في ذاكرتي: هل لدينا حرية كلمة؟ نفسي التي أُحسن الظن فيها تحدثني وتلحّ علي بأن أقول نعم بملء فمي كي يسير قلمي جيداً ولا يتعثر ولكي يرى الطريق عبر السطور إذ لاغنى لي عن هذا الكائن السحري المسمى قلم حتى بعد انتشار ( الكي بورد ) والتعاطي الإلكتروني مع الثقافة، إذ إن المنشأ الأول لذلك الفضاء الألكتروني هو القلم ومن لا يعترف بأهمية قدميه عليه ألا يتوقع بأن تقوم له قائمة، بمعنى قامة شامخة عقلاً وفكراً يجد له موقعاً بين الآخرين.. لطالما أسعدتني مثلما أرقتني واحتلت أفقاً واسعاً من تفكيري كلمة «حرية» ! كيف للإنسان أن يكون له عيش أو بقاء حين يفقد حريته، أقول ذلك انطلاقاً من إيماني بأن الإنسان الحقيقي ليس هو ذاك الذي يتشكل بتوفير طعامه ومسكنه واحتياجاته اليومية، تلك أمور منطقية نسبية رغم حتميتها وحمدنا وشكرنا لرب الكون أن جعلها من نعمه التي غمرنا بها، لكن إن لم يتوفر لهذا الإنسان قدرة على إبداء رأيه وإطلاق صوته وبالتالي أفق واسع جميل للمشاركة في بناء وطنه إن لم يحدث ذلك فلن يكون إنساناً متحضراً مكتمل الأهلية والحقوق قادراً على مواجهة الجهل والفساد يفاخر - إن اضطر يوماً - بانتمائه لهذا الوطن الجميل وبالتالي لهذا العالم الصاخب صباحاً ومساء بكل المعطيات والمستجدات ما بين الممكن والمستحيل.
لعلي أطلت في سطوري أعلاه لكنها كلمات طافت بذاكرتي لأكثر من سبب يأتي في مقدمتها سعادتي العظيمة باعتباري مواطنة أنتمي لهذا الوطن بصدور موافقة مجلس الوزراء مؤخراً على نظام الجمعيات والمؤسسات الأهلية، حيث ذكرت وسائل الإعلام بأن نظام الجمعيات والمؤسسات الأهلية يستهدف تنظيم العمل الأهلي وتطويره وحمايته، وتعزيز إسهام المواطنين في إدارة المجتمع وتفعيل ثقافة العمل التطوعي وتحقيق التكافل الاجتماعي.. هذا أمر مبهج جداً لابد لنا أن نهنئ أنفسنا بأن أصبح حقيقة واقعة لطالما كان حلماً وأمنية، لكن يبقى هناك الكثير مما ينبغي عمله، نحن بحاجة دائمة إلى جهود تطوعية وإلى جمعيات مؤهلة قادرة على المشاركة في بناء الوطن وفي دعم مسار التنمية وفي ذلك الكثير من الأمور الإيجابية منها تدريب الأفراد على المشاركة في بناء وطنهم بكل مايقع ضمن دائرة إمكاناتهم، من هنا يتحقق إحساسهم بالمواطنة والانتماء، أختم حديثي بعبارة لأندريه موروا، أوردها هنا مع بعض التصرف في الترجمة: (الحرية والمسؤولية توأمان، فصلهما يعني نهاية حتمية لكليهما).