نفتخر بتقديم التراث الموسيقي للوطن ">
المدينة المنورة - علي العبد الله:
عندما يكون الحديث عن كلمة فلكلور، وهي بالمناسبة كلمة إنجليزية الأصل «Folklore» وتعني ترجمتها كل ما يتعلق بثقافة الشعب وتراثه وأصالته بما في ذلك الأمثال الشعبية والاعتقادات والرقصات والموسيقى، وعندما نتحدث عن الفلكلور الشعبي السعودي يغزو خيالنا ذلكم الطرب الأصيل الذي أطرب مسامعنا على مدى ثلاثة عقود ماضية هذا الطرب يأخذنا إلى أصالتنا موروثنا هويتنا الشعبية أو ما يعرف بـCultural Identity.
عندما يكون الحديث عن الطرب الشعبي يحضر إلى أذهاننا فرقة جميلة أطربتنا على مدى ثلاثة عقود ماضية بتنوع طربي لا مثيل له بلهجة حجازية أخاذة وبألوان غنائية تُعبر عن ثقافتنا وأشكالها، فرقة وُلدت قبل 34 عاماً عُرفت باسم فرقة (أبو سراج) قدمت عطاءات متميزة ليس على المستوى المحلي فحسب بل تجاوزت ذلك ونقلت موروثنا الجميل وهويتنا الطربية الشعبية إلى أبعد من ذلك، فوصلنا إلى شعوب أخرى وثقافات متعددة وحضرنا في محافل مختلفة وتحدثنا بلغة الموسيقى عندما لم يكن هناك حديث آخر غيرها.
هذه الفرقة لعبت بشكل مباشر أو غير مباشر على ربط شعبنا بشعوب أخرى وتميزت في ذلك حتى أصبحت حديث السياح العرب والأجانب وذلك عند زيارتهم إلى المواقع السياحية المتميزة التي تشارك في إحياء فعالياتها هذه الفرقة وأعضاؤها المتميزون في كل شيء، أدائهم أصواتهم وحتى رقصاتهم على أنغام المزمار، السمسمية أو الخبيتي.
كان لي مع قائدها المعروف المطرب الغنائي عمر العطاس لقاء عابر جميل تحدثت معه فيه عن تراثنا وهويتنا الموسيقية الشعبية، حيث قال في مطلع حديثه لـ(الجزيرة): يسعدني أن أجد مهتمين من الإعلاميين يسألون عن هذا الفن الجميل بصفته جزءا لا يتجزأ من موروثنا الشعبي وهويتنا الثقافية، وبالتالي لا يمكن بأي حال من الأحول الاستغناء عنه، أما عن الانطلاقة الفعلية لهذه الفرقة فقال: بدأنا منذ عام 1400هـ وكانت بداية بسيطة ومتواضعة في ذلك الوقت، ولكن مع الأيَّام تطورنا وكبرنا حتى جاء العام 1411هـ وتعاونا مع روتانا بفضل الاستاذ الموسيقار الراحل سامي إحسان في حينها، ثم بدأت هذه الفرقة تأخذ وضعها في الانتشار على مستوى كبير وتعاونا مع مجموعة من الشعراء والملحنين منهم، عبد الرحمن حجازي، أسعد عبد الكريم، طارق عبد الحكيم، فيصل البركاتي وآخرون من الأسماء المهمة واللامعة في سماء الأغنية الوطنية والشعبية المحلية.
وعن تميز هذه الفرقة باللون الحجازي والمفردة الحجازية قال، المواويل جزء من ثقافة أهل الحجاز وكما تعرف «المجسات» أو ما يعرف بالجسيس يستخدم في تقدم المواويل والأهازيج الغنائية في الأفراح التي تنسجم معها رقصات المزمار التي يهواها أهالي الحجاز بشكل خاص كما تلقى رواجاً في أقاليم جغرافية أخرى على مستوى المملكة.
ويضيف العطاس: تتميز المفردة الحجازية بالبساطة وسهولة التلحين وهذا ما يجعلها خفيفة وطربية على مسامع المتلقي حتى غير السعودي وهذا سر انتشارها وتميزها.
وأكَّد العطاس فخره واعتزازه الكبيرين بعد غنائه لجده أغنية «في جده تربينا» بمناسبة دخول جده القديمة وتراثها الشعبي إلى منظمة التراث العالمي اليونسكو حيث قال: يسعدني أن أسهم في هذا الإنجاز برفقة أعضاء الفرقة الذين شاركوني هذا الفخر والاعتزاز بمشاركتنا في مفخرة وطنية عندما تزيين منظمة التراث العالمي اليونسكو بجدة التاريخية أو القديمة وهذا إنجاز لنا ولوطننا الغالي وكلمات الأغنية التي صاغها عبد الله مهدي تعبر عن جدة وجمالها وأصالتها وذكرياتها الرائعة التي مازالت عالقة في أذهاننا.
الجدير بالذكر أن عمر عطاس من مواليد 1380هـ ودخل عالم الفن والطرب عن طريق فرع جمعية الثقافة والفنون في جده وكان ذلك في عام 1395هـ، وقدمت فرقة أبو سراج مجموعة من الأغاني التراثية الشعبية منها «سلام منا للطائف» كلمات شعيل الثبيتي وألحان عبد الله العقيل.